حتى نعود لجذورنا الاسلامية ينبغي علينا ان نتذكر.. وان نعي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم المربي الاعظم، والمعلم الامثل، قد علم اصحابه وانه عليه افضل الصلاة واتم التسليم، دربهم حتى قال قائل منهم رضوان الله عليهم اجمعين (كنا نحفظ عشر آيات من القرآن الكريم.. ولا نتعداها حتى نعمل بها).
ومن هنا لم يكن غريبا ان يتحولوا الى قرآن متحرك كما وصفهم شهيد الاسلام (سيد قطب) رحمه الله.
ويكفي الانسان منا ان يتفكر في احوال ذلك المجتمع الذي تحرك بالقرآن علما.. وعملا.. وسلوكا.. وتعاملا.. وتفاعلا.. واحساسا ومسئولين.
ثم من بعد تفكير عليه ان يسأل نفسه:
هل كان غريبا او عجيبا ان يتقدم هؤلاء المسلمون الاوائل وان يبنوا حضارة من اروع الحضارات بل هي اروعها على الاطلاق حين تأتي الى جانب القيم والاخلاق وحسن التعامل وحفظ الحقوق وصون الامانات.
وهل كان غريبا ان يفتحوا العالم المعروف آنذاك وان يتربعوا في قلوب الناس ووجداناتهم بحكم ما مثلوا من قيم واخلاق وآداب؟
وهل كان غريبا ان ينشروا العلم نورا بين الناس وان يجمعوا من المعرفة قوة وعظمة ترفع الامة وتعلي هامة الافراد.
اننا ورغم التحديات كل التحديات التي تحيط بنا هذه الايام نعيش صحوة اسلامية مباركة تجعل الامل يجيش في الصدور.
صدور المؤمنين الواثقين بوعد الله (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).
ان عقيدة الاسلام الرائعة هي الوحيدة التي يمكن ان تعيد المسلمين لسابق عهدهم خاصة وقد افلست ايديولوجيات كان البعض يتصورها صالحة او نافعة!!
كما ان ايديولوجيات أخرى قد تداعت من الداخل وقد انهارات الكثير من الانظمة بفعل الكوارث الاخلاقية التي تنخر في عظام اصحابها قد وصلت هذه الايام الى النخاع وقد جاءتهم النذر من كل مكان.