ما الذي يجعل الابتسام يصبح مجرد ذكرى في خيال أحدنا؟ ما عساه يكون هذا الأمل أو ذاك الألم، الذي يدعوك للبوح باشتياقك لأزمنة الطفولة؟ حيث الابتسام، والضحك، بلا ثمن، وبلا سبب احيانا.. سأخبرك أيها الانسان الجميل الذي أخذته الحيرة الى شواطىء السؤال.. لولم تكن رائعا لما فكرت بطرح سؤال أروع منك، رأيت انك بحاجة الى اجابة له، وسط كثير من المفردات والسلوكيات الغامضة المتوارية بانتظار من يفك اسرارها أو لا يفعل ولا يهتم في وسط السباق الجماعي هذا الذي يلقي بلهاثه وارتباكه على نفوسنا من ذا يفكر؟ من ذا يتأمل؟ من ذا يتساءل؟. من اجل ماذا نحن نركض حيث لا هدف وحيث لا جدوى؟. كل ما هنالك انك رأيت الناس يركضون فركضت الى أين؟ لا تدري. لماذا لا تدري؟ أيضا انت لا تدري .أي راحة نفسية تجدها وستشعر بها وتلامس وجدانك بأناملها المخملية الناعمة. فيما لو نفذت فكرة ان تبتعد الى داخلك؟ الى ذاتك انت تفتش تبحث في اعماقها عن اجابة صادقة لهذا السؤال والذي من النادر ان تجد انسانا يحاول طرحه ونقاشه على بساط الحوار. المحيطون بك هم سبب اختفاء ابتسامتك هم وبإشارة منك من سعى الى ضياعها تحت تراكم المسؤوليات المركبة أحيانا. الوجوه الكئيبة والشفاه المزمومة التي تجعلك تتأهب للقفز على ما ستقوله وعلى ما ستتهمك به وعلى ما ستطلب منك وعلى، وعلى، وجوه كالحة مكفهرة وشفاه مطبقة، وحواجب معقودة تنبىء عما يكنه فكرها الساذج المغرض تصدمك كالجدران يوميا لتنقل لك عدوى الكآبة وتقطيب الجبين اللا ارادي حتى يصبح العبوس عادة لديك. بعد سنين من الركض تكتشف حين تنظر لنفسك في المرآة انك ما عدت انت وان هذه الملامح غريبة عنك وانك اصبحت مثل حصان امرؤ القيس مكر، مفر، مقبل، مدبر، معا. واصبح وجهك كجلمود صخر حطه السيل من جبال عالية. واصبحت اسيرا لظروف هي سيدة الموقف التي تقودك، وهي من فعل بك الأفاعيل. من غير ما وقفة منك لتسأل نفسك بصدق من تراه البسني هذا الرقم واقحمني في هذا السباق اللا ارادي؟ أبشر أيها الانسان فالسؤال مفتاح المعرفة، والمعرفة يلزمها عمل، بدأ الآن، لا تتردد.