DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خليل الفزيع

خليل الفزيع

خليل الفزيع
خليل الفزيع
أخبار متعلقة
 
يحرص الآباء على ان يختار ابناؤهم الاصدقاء من ذوي الخلق الكريم، والسيرة الحسنة والسمعة الطيبة، والابتعاد عن رفاق السوء، تجنبا لما تجلبه صحبتهم من أذى وشر مستطير، وذلك لأن القرين يقتدي بقرينه، وما من أحد الا ويكون لديه اصدقاء يصطفيهم من كل معارفه، يأنس اليهم، ويستودعهم همومه وأسراره، ويلجأ اليهم في الملمات، ويستنجد بهم عند الحاجات. واختيار الاصدقاء يتم بعد تجارب عديدة يثبتون خلالها جدارتهم للصداقة وأحقيتهم للثقة، ومع أن الخل الوفي هو ثالث المستحيلات التي يرى المتشائمون استحالتها وهي الغول والعنقاء والخل الوفي، فليس من السهل ان نسلم باستحالة الخل الوفي، لكن الوفاء لا يتحقق ما لم يبادل بوفاء اكبر, فان اردت ان يكون أحدهم وفيا لك.. عليك اولا ان تكون وفيا له، والوفاء بين الأصدقاء لايثمر الا الصفات الحميدة والصلات الحميمة التي تربط بين اثنين تكون محبتهما في الله ولله، وصداقتهما في الخير ومن أجله. ما أجمل العشرة الطيبة اذا توثقت مع الايام، وزادتها السنوات قوة ومتانة، فالحياة لا تحتمل بغير هذه العشرة مع من نحب، ومع من تربطنا بهم علاقة الود والصداقة، والعشرة الطيبة لاتعني الانتهازية، ولاتعترف بالأنانية، بل تتخد من التضحية اساسا ومن الوفاء ديدنا ومن الإخلاص صفة دائمة، لا تتأثر بتقلبات المزاج وأهواء النفس وظروف الحياة المتقلبة. العشرة الطيبة هي ذلك الضوء الهادىء الذي ينير بثقة عتمة النفس بالمشاعر الانسانية الرقيقة والاحاسيس الوجدانية النبيلة، ويثري الجوانح بالعواطف النبيلة والمواقف الرائعة، ومهما ران على العشرة الطيبة من خلاف فلن يكون ذلك غير رماد تتقد تحته جمرات الصداقة، متوهجة بالمحبة، لتبعث ذلك الضوء الهادئ، ويبدد أي خلاف طارئ ويبعد اي خلاف منتظر. هناك من لايجدي فيهم الخير، ولا ينفع معهم الوفاء، ولا يعني الاخلاص لهم شيئا، وهؤلاء لا يشكلون القاعدة في العلاقات الانسانية، بل هم حالات خاصة.. حالات لا يقاس عليها ولاتؤخذ في الاعتبار، رغم ما قد تتركه من جراح في النفوس الأبية الوفية التي ترفض الخضوع لمقاييس المصالح الذاتية واعتبارات الاهداف النفعية، كما ترفض أي سلوك غير سوي. ما أجمل العشرة الطيبة حتى مع أولئك الذين تباعد بيننا وبينهم الأيام، لكننا ما إن نراهم بعد كل سنوات البعد، حتى تهفو اليهم قلوبنا، وتبتهج بهم افئدتنا، وترتاح لهم نفوسنا، فهم يجسدون تلك الذكريات الحميمة الغافية في ذاكرة الزمن، واذا بنا نتمنى حين نقابلهم الا نفارقهم، واذا ودعناهم تمثلنا بقول الشاعر: ==1== ودعته وبــــودي لـــــــو يرعني==0== ==0==صفو الحياة وانــــــي لا أودعه==2== أليست هذه قمة الوفاء. وما قيمة الحياة بدون العشرة الطيبة بين الاصدقاء لتكون واحة يأنسون في رحابها، من جهامة الحياة وادرانها، ويتفيأون ظلالها بالمشاعر الانسانية النبيلة التي لاتستقيم الحياة بدونها، بعد ان تكالبت الشرور على البشر، وتفشت في ربوعهم لتقض المضاجع وتشغل الاذهان، وتستحوذ على اهتمام الناس، وبالعشرة الطيبة تخف وطأة الحياة وعبوسها وتقلباتها المتواصلة.