رفضت الولايات المتحدة الأمريكية في الثمانينيات من القرن الماضي تزويد الهند بكمبيوتر عملاق من طراز كراي، فردت الهند الأسبوع الماضي بعد حوالى عشرين عاما بتطوير كمبيوتر عملاق بقدراتها الذاتية أطلقت عليه اسم بارام بادما، شارك في تصنيعه 200 عالم بتكلفة بلغت حوالى 11 مليون دولار.
مثل يحتذى به من حيث إصرار شعب طموح على تطوير قدراته غير عابئ بحظر أو تهديد.
لقد تمكنت الهند من تبوء مراتب متقدمة في مجالات تقنية عديدة حتى أصبحت الدولة رقم واحد في تصدير البرمجيات عالميا.
أسف وحرقة أشعر بهما في داخلي عند مقارنة الهند بالدول العربية، فرغم الإمكانيات البشرية والمادية الهائلة في الدول العربية، إن أكثر ما تم إنشاؤه فيها حتى اليوم مصانع لتجميع أجهزة الكمبيوتر ما زال أكثر مكوناتها يستورد من الخارج، رغم كل ما يقال ويشاع.
نعود ونكرر أن مستقبل الدول ومكانتها العالمية في القرن الواحد والعشرين سيحددان بقدر تطورها في المجال التقني، وأنه لا مجال للمنافسة في جميع المجالات من دون قاعدة تكنولوجية متطورة تبنى عليها كافة النشاطات الاقتصادية.
يجب أن نتعلم في الدول العربية ألاّ ننتظر من الغير أن يساعدنا أو يمنّ علينافف
فلا وجود لمن يعطي من دون أن يأخذ.
استطاع الشعب الهندي أن يدشن الكمبيوتر العملاق الخاص به بعد عشرين عاما من الحرمان الأمريكيفف حبذا لو نبدأ نحن في تجارب مماثلة ولو أخذت معنا خمسين عاما.
