دعت موسكو الولايات المتحدة الى مزيد من ضبط النفس في تصريحاتها حيال سوريا، معربا عن قلقله من ان هذه التصريحات يمكن ان تعقد الوضع في منطقة الشرق الاوسط.
وقال نائب وزير الخارجية الكسندر لوسيوكوف في تصريح لوكالة ايتار تاس ان تصريحات واشنطن المتشددة قد تعقد الى حد بعيد العلاقات مع دمشق وتزيد من تعقيد الوضع في الشرق الاوسط.
واوضح ان سقوط النظام العراقي لصدام حسين يحتم التركيز على اولوية استقرار الاوضاع في العراق بعد انتهاء الحرب.
كما دعا وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان الى ضبط النفس والاعتدال اثر التحذيرات الجديدة التي وجهتها واشنطن الى دمشق.
وفي مؤتمر صحافي عقده على هامش اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الاوروبي امس في لوكسمبورغ، قال دو فيلبان: في الاجواء السائدة حاليا في المنطقة، فان ضبط النفس والاعتدال والدور البناء لدعم السعي الى تسويات .. تشكل ضرورة بكل تأكيد.
وشدد الوزير الفرنسي على ان الحوار اليوم يشكل احد اكبر المفاتيح في محاولة لايجاد حل لكل مشاكل الشرق الاوسط، مشيرا في الوقت نفسه الى الحرب على العراق وتداعياتها وكذلك عملية السلام في محاولة لتسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.
وقال دو فيلبان العائد من جولة قادته خصوصا الى سوريا الاحد يجب ان لا نقلل من واقع ان المنطقة تواجه اليوم عبر حكوماتها وعبر شعوبها شعورا عميقا جدا من القلق والاحباط واحيانا من الاذلال .. وبالتي يجب ان نتحادث ونعمل ونتقدم.
واعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان الرئيس السوري بشار الاسد اكد له انه سيمنع اي شخص قادم من العراق من الدخول الى سوريا، مؤكدا من جهة اخرى انه لا توجد اي خطة لغزو سوريا.
وقال بلير متوجها الى مجلس العموم البريطاني: تحدثت الى الرئيس بشار الاسد في نهاية الاسبوع واكد لي أنهم سيمنعون اي شخص يعبر الحدود من العراق الى سوريا من الدخول، اعتقد ان هذا ما يفعله السوريون.
ورأى وزير الخارجية اللبناني محمود حمود امس ان هناك صلة بين الضغوط التي تمارسها واشنطن على سوريا وبين خارطة الطريق الاميركية لاحلال السلام في الشرق الاوسط ولم توافق عليها دمشق وبيروت حتى الآن.
واعلن الوزير اللبناني للصحافيين ان التهديدات المتصاعدة ضد سوريا من مصادر مختلفة، بعضها اميركي وبعضها اسرائيلي، ليست جديدة والاتهامات نفتها سوريا جملة وتفصيلا باعتبار ان لا اساس لها من الصحة على الاطلاق.
وقال حمود ان هذه التهديدات تؤشر الى دقة المرحلة والى ضرورة التعاطي معها بالكثير من الحذر والتأني والتحقق، دون استبعاد ارتباطها بخارطة الطريق.
وخطة السلام التي وضعتها اللجنة الرباعية للشرق الاوسط (الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا) والمعروفة باسم خارطة الطريق تنص على اقامة دولة فلسطينية مستقلة من الآن وحتى العام 2005، لكن اسرائيل لا تزال ترفض الخطة وقد أعادتها الى واشنطن بعد أن أجرت عليها عشرات التعديلات والشروط.
ولبنان معني بهذ الخطة مباشرة وخصوصا انه يستضيف حوالي 375 الف فلسطيني يعيش اكثر من نصفهم في 12 مخيما للاجئين موزعة في كافة انحاء البلاد.