اعلن قائد القيادة الوسطى الاميركية الجنرال تومي فرانكس أمس ان الهيئة الاميركية لاعادة الاعمار والمساعدة الانسانية في العراق بدأت عملها ميدانيا، وأنه قد يتوجه الى بغداد خلال أيام أيام لتفقد قواته.
وقال الجنرال فرانكس لتلفزيون (آي بي سي) الاميركي أن الهيئة فتحت مكاتب في العراق وأن الولايات المتحدة ومن خلال تشكيل هذه الهيئة حتى قبل انتهاء المعارك انما ارادت ان تكون اكيدة بان الاحتياجات الاولية ستغطي خلال الفترة الانتقالية بين المعارك الاخيرة واللحظة التي ستساعد فيها واشنطن العراقيين على اختيار مسؤوليهم.
وقال ايضا ان مكتب اعادة الاعمار والمساعدة الانسانية الذي يديره الجنرال المتقاعد جاي غارنر، الحاكم المؤقت في العراق، بدأ في اقامة مكاتب في العراق الا انه لم يحدد مكانها.
واوضح انه يعتزم التوجه مع فريقه لتفقد الجنود الذين قاموا بهذا العمل الجبار في بغداد ومحيطها.
وقال الجنرال فرانكس: لا اسعى الى القيام باستعراض للنصر في وسط بغداد .. لكن الهدف هو الاطلاع بافضل شكل ممكن على كيفية سير الامور في هذا البلد.
وحول ظروف الامن داخل العاصمة قال فرانكس ان القيادة العسكرية الاميركية قسمت المدينة الى مناطق ومن اصل ما بين 55 و 60 منطقة هناك حوالي 10 الى 15 ليست آمنة بالكامل.
وتابع: نتوقع ان نجد فيها مجموعات صغيرة من المقاتلين، بين 5 و25 شخصا للمجموعة.
وأكد الجنرال فرانكس لتلفزيون فوكس أن نظام صدام حسين لم يعد يسيطر على اي مدينة في العراق.
ومع ذلك اوضح قائد عمليات التحالف في العراق ان القوات الاميركية البريطانية قامت في زحفها الى بغداد بالالتفاف على عدة مدن وقرى.
واضاف الان، سنتوجه الى كل منها ونتاكد من عدم وجود اي معقل (للنظام العراقي) في هذا البلد واصفا المقاومة التي واجهها التحالف حتى الان بانها مشتتة.
وأعلن متحدث عسكري اميركي أن القوات الاميركية ستبدأ بتسيير دوريات مشتركة مع القوى الامنية العراقية بهدف اعادة الامن الى بغداد التي يسودها فلتان امني بعد سقوط النظام، كغيرها من المدن. ولم يستطع ضابط المارينز السرجنت جيريمي ستافورد، المتحدث باسم برنامج الشؤون المدنية، تحديد موعد لبدء الدوريات، الا انه قال انه يتم التباحث حول هذا الموضوع مع مسؤولين امنيين عراقيين. ويشير بعض ضباط الامن العراقيين الى أن هناك خلافات في المفاوضات حول سبل تنفيذ عمليات الامن. واضاف ستافورد ان الخطة ترمي الى ان تكون هناك دوريات مشتركة مع سيارة عراقية لقوى الامن مع كل آلية من آلياتنا من طراز (هامفيز).
وقال ستافورد ان الشرطة العراقية لا تزال قوة كبيرة لجهة العناصر والعتاد، الا ان المهم هو حسن اختيار العناصر المشاركة في الدوريات. وتابع ان المهم هو التأكد من عدم وجود فدائيين بين هؤلاء، في اشارة الى عناصر فدائيي صدام.
وقد تم التوصل الى قرار تسيير دوريات مشتركة خلال اجتماع بين ضباط اميركيين ومسؤولين في الادارة المدنية وممثلين عن منظمات انسانية عاملة في العراق، بحسب ما افاد مشاركون في الاجتماع. ويشعر العراقيون بالغضب ازاء اعمال السرقة والنهب الجارية في العراق بعد سقوط النظام العراقي.
وتجمع عشرات العراقيين امام قوات اميركية في وسط بغداد امس واطلقوا هتافات مناهضة للاميركيين، وذلك للمرة الاولى منذ سقوط العاصمة الاربعاء، تعبيرا عن سخطهم من اعمال السرقة والنهب والتسيب الامني في المدينة.
كما انشىء مكتب عمل فيه عدد من الضباط والموظفين العراقيين على وضع لوائح بالموظفين الراغبين باستعادة وظائفهم في الادارات العامة التي تعتبر من الحاجات الملحة كخدمات الكهرباء والصحة، الى جانب عناصر الشرطة. وقد أحرق لصوص أمس المكتبة الوطنية في بغداد التي تضم وثائق اصلية فريدة، بعدما نهبوها، بحسب ما افاد مصور لوكالة فرانس برس.
ويقع قصر الحكمة الذي بني في 1960 قبالة وزارة الدفاع العراقية التي لم تصل اليها النيران، وهو يضم الى جانب المكتبة المركز الوطني للتوثيق. ويأتي هذا الحريق بعد نهب متحف بغداد الاثري الذي يضم اكبر مجموعة من القطع التراثية العراقية الجمعة. لكن القوات الاميركية أوقفت لصوصا في خطوة هي الاولى في هذا الاطار منذ دخولها الى بغداد. وقام جنود أميركيون بتوقيف 25 شخصا سرقوا مصرفا على الضفة الشرقية من نهر دجلة، بحسب ما افاد مصور لوكالة فرانس برس.
وقام جنود اميركيون بتوقيف هؤلاء الرجال بقسوة على جسر الجمهورية، وطرحوهم ارضا، ثم اقتادوا اربعة منهم احدهم مصاب بجروح.
واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في جنيف ان مستشفيات كبيرة في بغداد كانت لا تزال حتى أمس محرومة من الماء والكهرباء، وان توفير الحماية للانظمة الصحية والمياه الذي بدأ تطبيقه، لا يزال مصدر قلق اساسيا.
وتعد العاصمة العراقية حيث يقيم اكثر من خمسة ملايين نسمة، اكثر من ثلاثين مستشفى.