ان الانسان بعقله وروحه ومضمونه وجوهره، وليس في شكله ومظهره كما يظن البعض ممن يعتقدون ان النجاح يقتصر على الانسان السوي السليم الخالي من العاهات متناسين بذلك اولئك المبدعين الذين حققوا اعلى درجات النجاح، وتربعوا على عرش العلم والمعرفة، وهم اما فاقد لبصره او سمعه او نطقه او مشلول او به عاهة مستديمة نعم هم فقدوا شيئا ثمينا لايمكن الاستغناء عنه لكنهم لم يستسلموا لواقعهم ولم يقعدوا رهن الالام والاوهام، بل صنعوا من كأس الليمون شرابا حلوا.
لقد شارك الصم في هذا العام ولاول مرة في المراكز الصيفية واختلطوا بزملائهم واخوانهم من طلاب التعليم العام، ولحداثة هذه التجربة وسابقيتها كان من الواجب اخذ الآراء والانطباعات لمعرفة مدى نجاح هذه التجربة من عدمه، فالتقينا بالاخوة المسؤولين في ادارة التعليم واولياء الامور وعدد من الطلاب الذين احتكوا بذوي الاحتياجات الخاصة واخذنا بعض آرائهم وانطباعاتهم.
الصم في عيون المسؤولين
مشرف الوزارة عبدالعزيز الصقهان يشيد بفكرة دمج الطلاب الصم مع طلاب التعليم العام ويشكر بدوره ادارة التعليم بالمنطقة الشرقية على هذه البادرة الطيبة والاولى من نوعها ويقول ان هذه الخطوة ان كانت تدل على شيء فانما تدل على حرص الاخوة في الادارة على نفع الطلاب من مختلف الشرائح، اما عبدالرحمن السناني نائب مدير التعليم للشؤون الادارية والمالية فيقول: ان مشاركة الصم ودمجهم تعتبر خطوة ايجابية اثبتت نجاحها واتضح لدى طلاب التعليم صورة اوضح عن زملائهم الصم.
ويعلق فهد السلوم مدير ادارة شؤون الطلاب بقوله: لاشك ان ابناءنا الصم هم جزء لا يتجزأ من المجتمع وهم ثروة عظيمة وكنز ثمين من الخطأ اهداره او اهماله ودمجهم هو وسيلة للحفاظ على هذه الثروة.
ويضيف رئيس قسم النشاط الطلابي صالح البرجس اضافة يؤكد على ضرورة استمرارية هذه التجربة وان نجاحها يحتم علينا تكرارها ويكفيك ان الطلاب الصم شعروا بالانتماء الحقيقي لمجتمعهم ووطنهم، ونختم هذه اللقاءات بمدير مركز ثانوية الامير عبدالله بالدمام والذي استضاف مركزه الطلاب الصم هذا العام فيقول: ابارك جهود المسؤولين ورعايتهم لذوي الاحتياجات الخاصة ونشكرهم على هذه اللفتة الحانية، فمشاركة الصم في مراكزنا اعطت نوعا من روح التعاون والمحبة والترابط فلم نشعر بصعوبة التعامل معهم خاصة مع وجود اساتذة مخلصين قاموا بالواجب افضل قيام وسهلوا لنا التعامل مع ابنائنا الصم حتى اصبح الاصم يشارك زملاءه في كافة الانشطة والبرامج وتترجم له الدروس والمحاضرات بلغة الاشارة فشكرا ثم شكرا ثم شكرا لمن كان وراء هذه الفكرة، وابارك مرة اخرى لنجاح هذه التجربة.