بضاعتي كاسدة هذه الأيام ـ فالناس مشغولة بالحرب ومع الحرب ـ ولكنني أحاول أن أخفف عن القارىء وطأة الحرب فأكتب عن نوع آخر من الحرب وهو الحرب الباردة لدى النساء، فكثيرا ما تستوقفني حالة الترحيب الحميمية عندما تقابل امرأة امرأة أخرى.
أشعر معها بعاطفة متدفقة من امرأة لامرأة أخرى دون مقابل، فهي عاطفة لذاتها وليس لأغراض أخرى على طريقة الفن للفن، أتمنى معها أن أكون بينهما "لينوبني" من الحب جانب أو جانبان!!
ولكن المشكلة أن شعوري هذا يتبدد بمجرد أن تستدير الواحدة عن الأخرى.. لحظتها أشعر بأن النساء كالسياسيين تماما فهم يأخذون بعضهم بالأحضان ويتناسون كل خلافاتهم في لحظة، تعقبها لحظة أخرى تكشف إلى أي حد أن العلاقات الإنسانية رديئة مثل العلاقات السياسية، والعلاقات النسائية أيضا!!
فالمرأة بمجرد أن تستدير عن المرأة يعمل لسانها في أقدم "حرب باردة" في التاريخ فهذا النوع من العلاقات النسائية ـ النسائية يشبه إلى حد كبير العلاقات بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة أيام الحرب الباردة فهما يجتمعان على طاولة واحدة ويقبلان بعضهما على طريقة النساء (لا أعرف من يشبه الآخر) ثم يتجسس كل منهما على الآخر.
عندما تطرح فكرة مشاركة المرأة في العمل السياسي نجد من يعترض بحجة أن المرأة لا تعرف في السياسة وهذا الفهم غير دقيق، فالتجربة أثبتت أن المرأة سياسية بتكوينها وطبيعتها فهي لديها استعداد للتعايش مع عدد من النساء في بيت واحد بدليل أنها تتعايش سلميا مع ضرتها حتى وإن كانت بينهما حرب باردة!!
مشكلة الرجل أنه يبدأ حياته مع المرأة وهو يقول لها أيام الخطوبة "خلك على طبيعتك" لكي يثبت لها أنه لا يحب "التكلف"، وهي لو بقيت على طبيعتها فهذه مصيبة.
فطبيعة المرأة "وحشة" ويكفي أنك إذا أردت أن تنظر للمرأة بعد الزواج انظر إليها وهي تكلم أخيها قبل الزواج!!
فهي "بشعة" وهي تدخل "كورسا" صعبا أثناء فترة الخطوبة على أمل أن تعود لطبيعتها في أقرب فرصة. وكنت قد لاحظت وأنا أشاهد برنامج الكاميرا الخفية "للمحروسة" زكية زكريا أن العامل المشترك بين جمع الحلقات أن الرجال كانوا أكثر هدوءا في التعامل مع زكية زكريا بعكس النساء فالواحدة منهن كانت تمارس "الردح" على أصوله!!
السلامة غنيمة وأكتفي بهذا الحد اليوم حتى لا أصبح طرفا في "حرب ساخنة" مع النساء، لأنني أعاني مشكلة في هذه الحالة فأنا مقاتل سيء في هذا النوع من الحروب، لذلك أتوقف مع الاعتذار لكل امرأة ليس لها طبيعة المرأة "الوحشة"، فهناك استثناءات دائما تثبت القاعدة.
الوطن الكويتية