يفرحك أن تطالع خبرا في جريدة يخص أحدا ما فتلتفت الى من حولك بفخر بأن المعني في هذا الموضوع زميلك أو صديقك أو أحد معارفك فتلك مكتسبات معنوية قيمة خاصة اذا حمل هذا الخبر انجازا مثاليا يستحق التقدير. فكم أسعدني أن أطالع الخبر المنشور على الصفحة الأخيرة في أحد أعداد "اليوم" مؤخرا والمتضمن الثناء على أمانة جابر الرمضان اثر اعادته محفظة سبق له العثور عليها في أحد الشوارع وتم تسليمها لمدير شرطة الاحساء الذي عرض عليه مكافأة مالية لقاء هذا العمل الطيب إلا أنه اعتذر عن قبولها.
فجابر المذكور جمعتنا به الزمالة في مدرسة الجفر المتوسطة بالاحساء فكان رغم فارق سنوات الدراسة بيننا معروفا لدى الجميع بنشاطه وعلاقاته المتميزة مع معظم الطلاب في المدرسة التي كانت تحوي أبناء قرى الاحساء الشرقية جميعا فكانت المعرفة والصداقة بين أبناء هذه القرى احد مكتسبات التجمع في تلك المدرسة.
أعود لجابر هذا الصديق الذي باعدتنا معه خطى الجري وراء "اللقمة" وأشيد بموقفه النبيل والأمين الذي أشعرنا فيه بالفخر كأصدقاء. فجابر نموذج يحتذى يستوقفنا كقدوة يحبذ تعميمها دون أن نتعامل معها كمجرد خبر صحفي فمثلما الموقف الذي جبر فيه جابر خاطر صاحب المحفظة والذي قد يكون رب أسرة "الله العالم بحاجته" لهذه الآلاف الأربعة من الريالات وان كانت مبلغا زهيدا عند البعض إلا أنها عند البعض الآخر أصعب من "تبليط البحر" أيضا جبر خواطرنا هذا الجابر بإيثاره الجميل بعدما تلونت مواقفنا وعلاقاتنا بلون المادة ومذاق الطمع وتحفزت قدراتنا على الوثب الى ما خلف كل الحواجز بعيدا عن المثل والقيم التي تعتبر عماد علاقاتنا. فشكرا لجابر..