عزيزي رئيس التحرير
نحن نملك العقول والذكاء ولكن! نملك الموارد ولكن! نملك الحضارة ولكن! ومن هنا أطرح سؤالا: هل العلماء والتربويون يملكون روح الفريق؟ فللإجابة عن هذا السؤال ننظر بعين ثاقبة الى واقعنا التعليمي نجد أننا نفتقد الى روح العمل كفريق متكامل من علماء وتربويين ونتيجة لذلك ظهرت بعض السلبيات في مجال التعليم فنضرب مثالا واحدا لذلك نجد المجتمع ينظر الى علم الرياضيات على أنه مجرد مقرر يدرس وغير مرغوب فيه وأثر ذلك على المقررات العلمية الاخرى وهذا يرجع الى عدة عوامل أهمها وجود فجوة كبيرة بين المهتمين بفلسفة الرياضيات والباحثين في مجال الرياضيات التربوية فكلاهما يعمل في اتجاه مغاير للآخر مع أنهم يشتركون في عملية التدريس في المدارس والجامعات ومن المفترض أن يكون لدى كل منهما احساس بالطبيعة الخاصة للرياضيات ولكن يبدو الأمر غير ذلك فنجد أن هناك اتجاهين أحدهما ظهور تخصصات عديدة وجديدة أدت الى انقسامات دقيقة في فروع الرياضيات المختلفة، أما الاتجاه الآخر فهو تداخل الرياضيات في شتى فروع المعرفة الاخرى ومن هنا يلزم على مخططي وواضعي المناهج التعليمية والقائمين على تعليمها أن يكونوا على وعي كامل بطبيعة الرياضيات وتطبيقاتها المختلفة في مجالات الحياة ولكن يبدو أن الأمر ليس بسيطا فقد نجد الباحث في علم الرياضيات يبحث عن انتاج رياضيات جديدة دون النظر الى طبيعتها الخاصة ولا يخوض في الأمور الفلسفية المتعمقة حول مجالات التطبيق العملي ويترك هذه الأمور الى المهتمين والباحثين في فلسفة الرياضيات حيث انهم لا يهتمون بإضافة نظريات جديدة ولكن يدرسون ويتفحصون ما وصل اليه الباحثون فالمشكلة تكمن هنا في عدم وجود اطار موحد يجمع العلماء والتربويين والقائمين على التدريس فالمهتمون بفلسفة الرياضيات ليسوا على دراية كاملة بجميع الأمور التربوية التي تهتم بأساليب التدريس وتخطيط وتطوير المناهج وأيضا الباحثون في الرياضيات التربوية لا يهتمون بفلسفة وطبيعة الرياضيات فتعليم أبنائنا فن الغوص والسباحة في عالم الرياضيات والعلوم المملوء بالتنبؤات والاكتشافات والمخترعات متوقف على عطاء كل من العلماء والتربويين وهم في بوتقة واحدة وعلى قلب رجل واحد يؤصل روح التعاون وعملية البحث في فلسفة الرياضيات وطبيعتها التربوية والتي تسهم بشكل فعال في تلاقح الفكر الرياضي واعداد ابنائنا للحياة العامة على أسس منطقية وموضوعية تنمي الابداع والتجريب واعدادهم لمواصلة دراسة العلوم التي هي أساس مسيرة التقدم الحضاري. د. أحمد عبدالخالق سلامة
كلية المعلمين ـ الدمام