اكدت الولايات المتحدة الامريكية معارضتها لاعلان المعارضة العراقية عزمها على تشكيل حكومة من بين صفوفها فى الوقت الراهن. وذكر راديو / العالم الآن / الامريكى وهو اذاعة رسمية ان واشنطن ترى انه يتعين أن تكون حكومة العراق فى المستقبل ذات قاعدة عريضة تضم كافة الاعراق سواء فى الداخل او فى المنفى . وقال ان موقف الادارة الامريكية يأتي تعقيبا على اعلان المعارضة العراقية عن عزمها تشكيل حكومة لتخلف حكم الرئيس العراقي صدام حسين بعد الاطاحة به من قبل قوات التحالف..حسب تعبير الراديو.
وكانت المعارضة العراقية قد اعلنت يوم الخميس انها تخطط لتشكيل حكومة لتخلف الرئيس العراقي صدام حسين اذا أطاحت به القوات الامريكية والبريطانية الغازية.
وتم الكشف عن خطط لتشكيل حكومة تسيطر عليها المعارضة في بيان أصدرته لجنة قيادية معارضة تضم ممثلين عن فصائل كردية تسيطر على شمال العراق وجماعة شيعية تدعمها ايران وهيئة تمولها الولايات المتحدة.
وجاء في البيان ستعلن لجنة القيادة عشية تحرير العراق عن حكومة ائتلافية انتقالية مستقلة لادارة شؤون البلاد وحماية كرامة شعبها واستقلالها وسيادتها ووحدة اراضيها. ووصفت المعارضة خطط الولايات المتحدة لحكم العراق بعد الحرب بانها احتلال اجنبي بينما حث المؤتمر الوطني العراقي الذي تموله الولايات المتحدة واشنطن على ترك مقاليد الحكم بالعراق في يد العراقيين عندما تطيح القوات الغازية بصدام.
وفي واشنطن قال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية انه عندما تنتهي الحرب فان الولايات المتحدة تعتزم تشكيل سلطة عراقية مؤقتة للمساعدة في الفترة الانتقالية.
وأضاف يتعين ان تمثل السلطة العراقية المؤقتة كل المناطق والجماعات العرقية العراقية بما في ذلك العراقيون بالداخل والاكراد والمعارضة الخارجية.
آلية اختيار السلطة المؤقتة ستحدد في وقت لاحق بعد انتهاء الصراع وبالتشاور مع العراقيين. وتحدي المعارضة على ما يبدو للولايات المتحدة يظهر ضعف العلاقات بين الجانبين رغم اعتماد المعارضة الكامل على قوة الجيش الامريكي.كما دعت اللجنة الشعب العراقي للاستعداد لانتفاضة ضد صدام.
وتضم اللجنة ايضا ممثلين عن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية الذي تدعمه طهران الذي شارك مقاتلوه في انتفاضة ضد صدام بعد حرب الخليج عام 1991 والتي ايدتها واشنطن لكن صدام قمعها.
من جهة اخرى اعلن جون ميجر رئيس الوزراء البريطاني السابق الذي شارك بقوات بريطانية في حرب الخليج عام 1991 ان فرض ديمقراطية ذات طابع غربي على العراق امر مستحيل تقريبا.
وعارض ميجر بهذا الرأي رأي الرئيس الامريكي جورج بوش الذي يقول ان اقرار ديمقراطية قائمة على تعدد الاحزاب هو من اهداف الحرب التي تشنها بلاده على العراق.
وقال ميجر في كلمة القاها خلال مؤتمر لرجال الاعمال في هونج كونج لا اتخيل قط عراقا ديمقراطيا على النمط الغربي.
سيكون من الصعب جدا تشكيل حكومة. فكرة قيام تحالف كبير بين السنة والشيعة والاكراد غير محتملة ويمكن رفضها من البداية على انها غير منطقية.
وصرح ميجر بان الديمقراطية على غرار غربي ستأتي بحكومة يسيطر عليها الشيعة في العراق وان ذلك قد يؤدي الى تعاون محتمل بين هذه الحكومة العراقية الشيعية الجديدة وجارتها ايران ليخططا للمستقبل معا. وذكر ان مثل هذا التعاون سينظر اليه بتشكك من جانب جيران العراق.
وكانت الهيئة القيادية للمعارضة العراقية قد دعت يوم امس الجمعة الشعب العراقي إلى الاستعداد للانتفاضة ضد نظام صدام حسين والانضمام إلى المعارضة العراقية. وقال بيان أصدرته الهيئة المنبثقة من مؤتمر أربيل الذي عقد في أواخر شهر فبراير/ الماضي غداة تحرير العراق تعلن الهيئة القيادية عن تشكيل حكومة انتقالية ائتلافية مستقلة لتسيير أمور البلاد ولصيانة كرامة الشعب والاستقلال والسيادة الوطنية ووحدة البلاد تضم شخصيات سياسية من اختصاصيين من ذوي الماضي النضالي الوطني والخبرة والكفاءة والاخلاص تمثل مكونات المجتمع العراقي وتوجهاته السياسية من مهامها التفاوض مع دول التحالف والامم المتحدة لكشف أسلحة الدمار الشامل وتدميرها ووضع جدول زمني لانسحاب قوات التحالف من العراق. ودعت القيادة التي تتألف من ستة أشخاص الجيش العراقي وسائر القوات المسلحة إلى إعلان الانضمام إلى المعارضة الوطنية العراقية وفك الارتباط بنظام بغداد.
وقال البيان إن الهيئة القيادية للمعارضة العراقية إذ تدعو القوات المسلحة العراقية إلى رفض أوامر الطاغية (صدام حسين) وتجنب جعل أفرادها وقوداً لحرب مدمرة خاسرة معلومة النتائج تدعوها إلى لم صفوفها وتطهيرها من الخونة والانضمام إلى المعارضة والاسترشاد بقرارات وتوصيات هيئتها القيادية. كما دعت الهيئة القيادية في البيان الذي أرسله مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني في دمشق بالفاكس إلى الوكالات الاجنبية السفارات والهيئات والممثليات الدبلوماسية العراقية في الخارج لاعلان انفصالها عن النظام الحاكم والانضمام إلى جبهة المعارضة العراقية والمؤسسات المنبثقة منها.
كما دعت الهيئة القيادية للمعارضة العراقية إلى الاعلان عن تشكيل مجلس وطني انتقالي من لجنة التنسيق والمتابعة ومن ممثلي الاحزاب والقوى والشخصيات غير الممثلة فيها من العناصر الوطنية والديمقراطية من الداخل من مهامه التشريع خلال الفترة الانتقالية ومراقبة الحكومة الانتقالية الائتلافية حسب وثيقتي مؤتمر لندن والبيان الختامي لاجتماع صلاح الدين (في أربيل).