المجزرة التي ارتكبها المجرم شارون في غزة والتي راح ضحيتها 15 شهيدا معظمهم من الاطفال والنساء والشيوخ هي جريمة حرب تجاوزت آخر الخطوط الحمراء بتشريعها لارهاب الدولة العبرية واعطاء مسوغات لا يقبل بها أي كائن بشري يحمل بين جوانحه روحا انسانية.. وهي خير دليل على ان شارون ليس رجل سلام كما وصفه بوش رئيس الولايات المتحدة خصوصا انها جاءت بعد ان ابدت حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية استعدادها لاعطاء العمل السياسي فرصة للخروج من المأزق.. لكن هذه العملية الاجرامية اثبتت ازدواجية اسرائيل. فبينما بيريز يحاول ايهام الرأي العام الدولي بأن التفاوض مع الفلسطينيين هو هدف اسرائيل نجد في المقابل الآخر رئيس وزرائه يقتل المدنيين.. بمعني آخر ان شارون ليس معنيا بأية حلول فهو لا يتقن سوى المجازر وسفك دماء الاطفال والنساء وكل انسان يحاول ان يقنع العالم العربي بغير ذلك فهو واهم وينساق وراء السراب.
من المؤسف حقا ان يقف العالم صامتا حتى ان امريكا لم تجد من وصف لهذه المجزرة سوى كلمة "عمل قاس" نعم قتل الاطفال والنساء ليس جريمة حرب خصوصا عندما تقوم بها دولة انما عمل فيه شيء من القسوة.. هذه الكلمة لا معنى لها والمطلوب من امريكا ان تضغط على شارون من اجل ان يقف عند حده لان مثل هذا العمل الاجرامي سوف يزيد ويؤجج وتيرة المقاومة الفلسطينية وايضا هي نقطة تحول في خيار المقاومة الفلسطينية وتحرج السلطة الفلسطينية امام شعبها حين تحاول ان تعطي للدبلوماسية والعقل مجالا بينما شعبها يذبح على يدي شارون.
ما الهدف الحقيقي للمجزرة؟ الهدف الحقيق من قبل شارون هو تخريب جهود الدول العربية التي ترى في السلام الحل الوحيد وتعزز حنق الرأي العام العربي على اسرائيل ومن يقف خلفها وشارون لن يجد نفسه رابحا في النهاية فالقوة العسكرية لا يمكن ان ترغم شعبا على قبول الاحتلال ولن تضعف روح المقاومة مهما بلغت التضحيات وهذا ما يجب ان يدركه المجتمع الدولي وان يقوم بخطوات ملموسة في عزل المجرم السفاح شارون بل وتقديمه للمحاكمة ليكون عبرة لكل من يشرع ارهاب الدولة حتى لا يتحول المجتمع الدولي الى غابة يسيطر عليها المجرمون والسفاحون ومن يدوسون على القيم الانسانية بأقدامهم.. على المجتمع الدولي ان يتحرك سريعا حتى لا تنتشر عدوى تشريع ارهاب الدولة الى العديد من الطغاة والمجانين في العالم وهم الذين يضعون شارون المجرم كمثال للاحتذاء!!