DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

غرور المعماريين!!

غرور المعماريين!!

غرور المعماريين!!
أخبار متعلقة
 
شاركت قبل فترة وجيزة ضمن لجنة مشتركة تضم اكاديميين ومهنيين والمصمم والمالك مكلفة بمناقشة مقترح تصميمي لمشروع اسواق بالمنطقة الشرقية، وهذه بادرة طيبة بدأت تنتهجها كثير من الأمانات والبلديات الرئيسية قبل اصدار التراخيص والفسوحات لاقامة المشاريع العمرانية الكبرى بمشاركة اصحاب الرأي والاختصاص من القطاع الخاص والمؤسسات الاكاديمية بعد ان كان الرأي مقصورا على اصحاب القرار في البلديات لسنوات خلت، لاشك ان هذه الخطوة ستكونلها آثارها الايجابية التي ستسهم في الارتقاء بمستوى البيئة العمرانية بشكل عام وان كانت مثل هذه اللجان لازالت بحاجة ماسة للدعم والتطوير في جميع الامانات بدون استثناء. كالعادة حضر المصمم وهو معماري سعودي يصنف بانه احد فطاحل العمارة في المملكة والتقينا به لتحديد موعد المناقشة واستلمنا نسخا من دراسات وتصاميم المشروع للاستعداد لساعة الصفر وقد تعودنا نحن المعمارين على مجابهة اللحظات العصيبة اثناء مناقشة مشاريعنا ونحن طلاب في كليات العمارة في المراحل الجامعية المبكرة وقد كانت فرصة عظيمة تعلمنا خلالها فنون وادبيات النقاش والدفاع والعرض وبالفعل حضر الرجل مشكورا وبرفقته احد المعماريين العاملين في المكتب نفسه من الجنسية العربية وبدأ العرض فأكثر من الثناء على فكرته العبقرية وحلوله العنترية وكان يجيد اللعب بالكلمات وابراز مكامن القوة في التصاميم المقترحة والقفز على مواطن الضعف فيها اطال الرجل لدرجة اننا شعرنا بالملل وقد زاد من حنقنا بعض المغالطات التي وردت في العرض فكنا ننتظر انهاء حديثه لنبدأ النقاش وفي جعبة كل منا مجموعة من الملاحظات المنتقاة استعدادا للهجوم والهجوم الموضوعي امر مشروع في مثل هذا المواقف الا ان الرجل فهم ذلك جيدا خاصة وانه متعود على تقديم العروض المعمارية فاراد ان يجعلنا نصاب بالضيق والملل فننسى جزءا مما اعددنا له ونصاب بالبرود وعدم التركيز. انتهى الرجل وما كاد يفعل ثم انتقل الحديث لاحد اعضاء اللجنة وهو استاذ جامعي فعاد ليثني على المشروع وقد اطال ايضا وكان المصمم في هذه الاثناء مسرورا في غاية السرور ويهز راسه موزعا ابتسامات عريضة على الحاضرين لقد تعلمنا ان اي مشروع لا يخلو من العيوب ولم يكن القصد تصيد الاخطاء بقدر ما كان تقديم بعض التوصيات والملاحظات التي تسهم في تطوير التصميم الذي لا يتوقف عند نقطة معينة، ومع ذلك لم نسمع من الاستاذ الاكاديمي ملاحظات وجيهة او جوهرية وقد يكون السبب في ذلك، الفجوة الحاصلة بين التعليم والممارسة، بعد ذلك عرض كل منا ما في جعبته من ملاحظات ومن حسن الحظ ان استاذ الجامعة استدرك ما فاته فأيد كثيرا منها عندما اثيرت من قبل الاعضاء الآخرين وهو ما قلب الآية لدى المصمم الذي تجهم وجهه وعاد ليهز رأسه بعدم القبول في نهاية المناقشة فجر المصمم مفاجأة غريبة اذ انه اعترف بانه اصر على فكرة المشروع الحالية مع تحمل المالك (المسكين) لزيادة في التكلفة تقدر بـ30 بالمائة فضلا عن تكاليف التشغيل والصيانة التي ستثقل كاهل المالك وعندما سألناه عن سبب ذلك قال بالحرف الواحد (كي لا يستطيع احد ان يقلد فكرتي في المشروع) وعندما ناقشناه في هذا الامر اعلن تحديه المطلق بانه لا أحد على وجه الارض يستطيع ان يقلد تصميمه العبقري!!!