في الكلمة التي وجهها قائد هذه الامة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والقاها نيابة عنه سمو ولي عهده الامين ملامح واضحة لسياسة المملكة الحكيمة في تعاملها مع الازمة العراقية، فمنذ البدايات الفعلية لوصولها الى اصعب مراحلها بظهور نذر الحرب ضد العراق والمملكة تسعى عبر توظيف دبلوماسيتها في كل محفل لتفادي وقوع الكارثة والوصول الى تسوية سلمية تحقن دماء الابرياء في العراق وتجنب هذا البلد الشقيق ويلات الحرب واهوالها، ويتضح للعيان ان ذلك التوظيف انطلق في عدة اتجاهات ومسارات، من خلال تحرك سعودي نشط في مجلس الامن، وتحركات مشهودة وملموسة في عواصم الدول الكبرى ذات العضوية الدائمة بالمجلس، وكذلك ماقامت به المملكة من مباحثات ومداولات مع اشقائها من المسلمين والعرب، في محاولة جادة ومسئولة لطرح رؤى وافكار لصيقة بمعطيات منطقية وعادلة من اهم سماتها ضرورة تعاون العراق المطلق مع القرارات الاممية لاسيما القرار 1441 المتعلق بنزع اسلحة العراق المحظورة، وقد كانت المملكة حريصة ومازالت من خلال تلك الرؤى والافكار الراجحة على اعطاء اكبر الفرص للمساعي الدبلوماسية لحل الازمة سلما، وهي في تحركاتها تلك انما تنطلق من مسئولياتها العربية والاسلامية تجاه اشقائها في العراق من ناحية، ولادراكها المطلق كما جاء في فحوى تلك الكلمة الضافية من (ان الحرب يخسرها المنتصر والمهزوم على حد سواء وان الرصاصة عندما تنطلق لاتفرق بين جندي ومحارب وبين طفل رضيع) من ناحية اخرى فان اخطاء السلطة العراقية مهما تضخمت لايجوز بأي حال من الاحوال ان يدفع ثمنها الشعب العراقي الشقيق من دماء ابنائه ومن استقلاله وحريته وسلامة اراضيه.