الجنادرية وما ادراك ما الجنادرية.. هي ذلك الحلم الجميل والواقع الرائع.. هي امتداد لماضينا الجميل ليعانق الحاضر المشرق فنشم منه عبق الماضي.. فعندما نعود بالذاكرة الى الوراء لنقلب اوراق الماضي ونبحث بين طيات صفحاته نرى الفرق الكبير بين الامس واليوم والماضي والحاضر لنرى كيف كنا وكيف اصبحنا حيث التجديد والتطوير السريع والمستمر في كافة المجالات والقطاعات في عهد حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني ـ حفظهم الله ورعاهم ـ ومن ضمن هذه المجالات المجال الرياضي الذي يقود دفته بكل اقتدار صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الاتحاد السعودي لرياضة المعوقين وسمو نائبه اللذان يوليان قطاع الشباب والرياضة كل الاهتمام والحرص والمتابعة والوصول برياضتنا الى مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال بشكل عام ورياضة المعوقين بشكل خاص مما جعل لنا مكانة مرموقة ليس على المستوى الاقليمي والعربي فحسب بل حتى على المستوى الدولي الذي من خلاله اصبحت العديد من تلك الدول تطلب ود الاتحاد باقامة المنافسات الودية والبطولات الدولية لتوفر المنشآت الرياضية العملاقة. وفي كل عام وعندما تطل علينا الجنادرية بثوبها الجميل نجد ان هناك مشاركة فاعلة من قبل ابنائنا المعوقين الذين يقومون بتأدية العروض الرياضية الشيقة واقامة المنافسات فيما بينهم في الساحة الجنوبية وتأتي هذه المشاركات لدمج المعوقين بالمجتمع وتعريف المجتمع بالمعوقين ولتبرهن للجميع ان الاعاقة ليست نهاية المطاف بل ان المعوقين قادرون على ممارسة هوايتهم وانشطتهم وقادرون ايضا على ان يحققوا مالم يحققه غيرهم بشرط اتاحة الفرصة لهم وتسهيل كل مايعيق حركتهم. وفي هذا العام وبالتحديد في المهرجان السادس عشر للتراث والثقافة سيكون للمعوقين دور بارز في المشاركة في جميع الانشطة الرياضية وبيت الشعر الذي يحتوي على جميع الحرف التي يتم تأهيل المعوقين عليها عن طريق مراكز التأهيل المنتشرة في جميع انحاء المملكة اسوة بالمهرجانات السابقة التي نظمت من قبل.. وفي هذا المهرجان سيتم تأهيل المعوقين الذين يمثلون مختلف الاعاقات لقاء مشاركتهم في المهرجان كما جرت العادة من قبل.ومن هنا ارفع شكري وتقديري للقائمين على هذا المهرجان وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز لما يلقاه المعوقون من اهتمام من قبل سموه واود ان اضع هذه الملاحظة بين يدي سموه وكلي ثقة بأن تجد كل اهتمام.. هذه الملاحظة تتمثل في عدم تهيئة الاماكن العامة كالقرية الشعبية وصالة العرض والمسرح ودورات المياه الواسعة لعدم وجود المنزلقات مما تسبب في اعاقة المقعد خصوصا ممن يستخدمون الكراسي المتحركة وايضا آمل ان تكون لهم مشاركات غير تلك المشاركات الرياضية لان لدى المعوقين قدرات ثقافية وادبية يشار اليها بالبنان متى ما اعطوا الفرصة مثلما يعطى غيرهم.. هذه التسهيلات لا تكلف شيئا تحتاج فقط انسانا واعيا يقدر ظروف المعوقين ويعرف احتياجاتهم.. هذا المهرجان الذي له ستة عشر عاما من عمره المديدي لم يقدم ابسط حقوق المعوقين المتمثلة في تسهيل الاماكن التي يرتادونها بكل يسر وسهولة فما دام المعوقون يدعون سويا للمشاركة في هذا العرس الوطني الكبير فلماذا تسلب ابسط حقوقهم وتتجاهل متطلباتهم؟!
آخر الكلام
ان امل المعوقين لكبير جدا بتأمين احتياجاتهم وتوفير متطلباتهم.. ليس على مستوى المهرجان فحسب بل على كل الاصعدة خصوصا بعد ان تم وضع هذا العبء الكبير امام رجل له مكانته ومحبته ليس فقط من المعوقين بل من جميع افراد الشعب لما يحمله من هموم شعبه ومشاركتهم افراحهم واتراحهم الا وهو صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني والرئيس الاعلى لشؤون الاعاقة والمعوقين بالمملكة.. فالامل معقود بسموه بتحقيق آمال وطموحات المعوقين التي لم يغفلها الاسلام منذ اكثر من اربعة عشر قرنا ولكنها تريد من يحركها ويفعلها ليكونوا اعضاء فاعلين لهم حقوق وعليهم واجبات.
المهندس محسن العنزي ـ الرياض
