عمود الوقت لا يشير لفترة من ناحية الشمس وخطاط الورق يحمل الاوزار في كل وقت بينما المذكرة الذهبية يواسيها الغبار، اذا الامل تدوسه اقدام النسيان في غابة شتوية لا تعرف خطوط الشمس.. وهذا قمة العذاب.
رافعة الامل لا تمل من ذوبان الالوان والألواح السابحة في موجات الانامل تبدو اكثر بروزا في قيام الافكار الوقت في الالواح كأنه شتاء باسم لا تكاد تشعر بأنك من الوقت خطفت ساعات وانت تتأمل وتذوب وتسافر لعوالم مع الروح حيث لا يشعر احد انك تقف امام لوحة تجسد في ذاتها مهجة قمحية لا يراها مسافر احدب.
الصور تتجدد ولب القضية يموج ليلا بعيدا كالمعارف والالوان تتداخل مع بعضها الا الخيال فانه يهزم من يريد.. الالواح تتشابة في هياكلها ونبتة الخزامى تقهر المهاجرين الذين يمنون على الصحراء بزيارتهم.
على اللوح انت على قمم الالواح ترى مزهرية التناغم اكثر وضوحا من الوصف احيانا.. وعلى البعد الخفي للالواح ترى استرخاء الحس احيانا يلامس الوتر ليشغل في الروح بسحر خفي يخطه فنان مهجور.
على اللوحات ينتظرك كلام ناعس ذو الوان تسبح سويا في تكوين لا يراه الا مفكر صامت.
ماع الزيت وتمازجت الخطوط ولم يبق للغبار مكان على لوحة الابداع.. ذاب العقل وذابت الحواس في رسمات الزجاج وتدفقت الفلسفة وبانت حقيقة اللوحة.
الصور العتيقة لا يمزقها الغبار وانما يحبس الرياحين من ان تطير من عليها... لان المدن العريضة نادرا ما تتحسس رائحة الخوخ.
صلاح احمد الجزيري
من المحرر:
تمتلك الاسلوب والصور الفنية والقدرة على السرد فلم لا تحاول مع القصة القصيرة؟