أصبحت القصيدة الغزلية هي المتسيدة على صفحات المطبوعات الشعبية واتجه أغلب الشعراء لنظم القصائد الغزلية .. فما الأسباب ؟ من خلال هذا البيت كانت انطلاقتنا نحو إجابات متعددة من بعض الشعراء الذين كانت لهم آراء مختلفة ننقلها لكم كما هي :
يا سعد لو تشوف الشيب ماني بشايب
.......لا بسات البراقع يا سعد شيبني
هل مازال الشعراء يدورون في فلك هذا البيت ؟
لماذا اهتمام الشاعر منصب على القصائد الغزلية ؟
وهل القصائد الغزلية هي التي تمنح الشعراء الشهرة ؟
@ الشاعر سعود العازمي قال : هناك شعراء فطاحل لهم قصائد جميلة ، كل شاعر له مكانته سواء من الماضي أو الحاضر ففي الماضي الغز له محبوه وجمهور يعشقه وهناك شعراء فرسان مشهورون ولهم قصائد مازالت محفورة بالأذهان مثل الشاعر الفارس نمر بن عدوان ، والشعراء في الماضي يجيدون كل أنواع الشعر سواء الغزل أو الحكمة أو الفروسية فيكون الشاعر متكاملا ، ولكن في الحاضر اكثر الشعراء بدأوا يميلون لشعر الغزل . ولكن هل الشهرة تأتي عن طريق القصائد الغزلية ؟
@ الشاعر فيصل العصيمي أوضح أن القصائد الغزلية جميلة ولها جمهورها كما لبقية القصائد جماهيرها .. ولكن كل نوع ينفرد بمتذوقيه ، فالقصائد الغزلية لا يستسيغها كبار السن والرجال والنساء الملتزمون فهم يميلون إلى قصائد الوعظ والحكمة ، واعتقد أن القصائد الغزلية ليست هي الوحيدة التي تشهر الشاعر فبالإمكان أن يشتهر بتركيبة وهدف القصيدة وأهم شيء الصور الشعرية الجميلة .
@ الشاعر جلال الخالدي : كانت له وجهة نظر مختلفة قليلا حيث قال : القضية هي الاتجاه إلى هذا النوع من القصائد وترك المواضيع الأخرى ، بخلاف القصائد الهجائية التي أراها في ازدهار !! ويتضح لي أن هناك أكثر من سبب أولها الشهرة وتسليط الضوء فمن غير الوارد بأي حال أن تأخذ قصيدة تتحدث عن أي قضية بعيدة عن الحب والغزل شهرة وطلبا ورواجا بين جمهور الساحة الشعبية . وهنا يتعدد المسؤولون .. جمهور ، شعراء ، محررون . ومن الأسباب أيضا : تغير المفاهيم السابقة والعرف والنخوة ..... الخ وهي من العوامل المؤثرة في سابق العهد بينما نحن الآن في وقت يغضب الواحد منا لتوجيه نصيحة لوجه الله .. إذن كيف بالله سيتوجه بقصائده إلى أمور مستحبة ؟!! ، وحقيقة لم يتبق من التوجهات القديمة إلا الغزل !!
@ الشاعر : خلف العايضي : اهتمام الشاعر بالقصائد الغزلية والوجدانية شيء طبيعي لأن ذلك أقرب شيء لإحساس المتذوق وغالبا ما تكون القصائد التي من هذا النوع تلامس الوجدان . كما أكد على أن الشهرة تقف على قوة القصيدة التي يكتبها الشاعر في أي غرض من أغراض الشعر .
@ الشاعر داهم العصيمي عزا ذلك إلى أن مجال الجماليات والخيال والاستعارة اكبر من غيره في ميدان الغزل لذلك امتهنه الشعراء !!!
@ الشاعر مشعل السلطان : أكد على أن الغزل يعطي الشاعر مجالا أكبر في كتابة القصيدة بكذب مطلق !! ومعروف أن ( أعذب الشعر أكذبه )
* الشاعر : أحمد الخالدي : ألقى بالتهمة على الصحافة ، لأن الصحافة الشعبية هي المسؤول الاول عن النشر من وجهة نظره !!
@ الشاعرة : سميرة العبدالله : من وجهة نظري أن هذا الاهتمام والانتشار لعنصر الشعر الغزلي إنما انتشر في الآونة الأخيرة ..لأننا لو نظرنا إلى كتب المتقدمين من الشعراء الشعبين لوجدنا الكثير والكثير من القصائد التي تتناول قضايا تهم الجميع سواء دينية أو اجتماعية أو تربوية .
وهذا الانتشار هو شيء حادث وطارىء حتى لو زادت سنواته عن العشرين عاما ولعل هذا يعود لأسباب كثيرة اذكر بعضا منها :
1- حياة الترف التي يعيشها الكثير من شعرائنا التي ولّدت لديهم خمولا فكريا في النواحي الأخرى الأجدى والأنفع
2- قلة إمكانيات الكثير من الشعراء وضعف اطلاعهم حتى يتناولوا هذه المواضيع الهامة.. والقصد بالإمكانيات أشياء كثيرة كالاطلاع الواسع على مشكلة يريد تناولها بقصيدة.. أو الإلمام المطلوب بقضية تعني الأمة يريد طرحها
3- السبب الثالث هم القراء والإعلام هم يريدون الغزل والغزل فقط.. يريدون هذا النوع من الطرح ويبحثون عنه.. ويبرزونه هو وصاحبه ، وهنا لا يجد الشاعر مفرّا من الرضوخ لمطالبهم ورغباتهم للوصول إلى الشهرة.