DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

م. محسن عطية العنزي

من وجوه الإعاقة

م. محسن عطية العنزي
م. محسن عطية العنزي
أخبار متعلقة
 
لقد حظي المعوقون بالرعاية والاهتمام منذ عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الراشدين وكثير من الخلفاء الذين تولوا الحكم في الدولة الإسلامية , ومن هذا المنطلق يلقي ذوو الاحتياجات الخاصة في هذا البلد الطاهر كل الرعاية والاهتمام من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين حيث سخرت كل الإمكانات والجهود من أجل تقديم أفضل الخدمات لهم ودمجهم في المجتمع وجعلهم أعضاء نافعين في المجتمع يفيدون ويستفيدون من كافة الخدمات المقدمة لهم وخير دليل هو صدور الأمر السامي الكريم القاضي بأن يتولى صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز رئاسة المجلس الأعلى للمعوقين مما يعطي وضعا متميزا بين أفراد المجتمع وسيصبح لهم حقوق وعليهم واجبات وستتضح هذه الصورة بمشيئة الله تعالى بعد التشكيل المرتقب لذلك المجلس والذي يأمل المعوقون بأن يصدر التشكيل بأسرع وقت وأن يفعل دوره كما فعلت غيره من المجالس. ومن الخدمات التي تقدمها الدولة أيدها الله وعلى سبيل المثال لا الحصر المجال الرياضي والذي يمارسه المعوقون على اختلاف فئات إعاقتهم والتي تمارس على كل الأصعدة سواء المحلية أو الاقليمية والتي من أجلها أنشئ الاتحاد السعودي لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة والذي يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب والذي ذلل الكثير من العقبات التي تعترض الرياضيين بصفة عامة ورياضة المعوقين بصفة خاصة , ولكن من الملاحظ أن نظرة المجتمع لهذه الفئة ما زال يكتنفها بعض القصور ومن خلال ذلك يمكننا تقسيم فئات المجتمع حسب نظرتهم للمعوق الى ثلاث فئات , فالفئة الأولى وهي التي لم تر أي معوق في حياتها ولا تعرف عنه شيئا وهي فئة قليلة ولله الحمد ولكنها تعتقد ان الإنسان المعاق يعتبر عالة على المجتمع ولا يمكن الاستفادة منه بل يجب التخلص منه والقضاء عليه لأنه يعتبر وصمة عار في جبين المجتمع , أما الفئة الثانية من المجتمع فهي الفئة التي تنظر الى المعاق نظرة عطف وشفقة وهذه النظرة قد يكون ضررها أكبر من نفعها كونها تصيب المعاق بالإحباط والتقوقع على نفسه , والفئة الثالثة وهي الشريحة الكبرى من المجتمع وهي التي تعامل ذوي الاحتياجات الخاصة معاملة السوي وترى أن ما أصابه من نقص أو عجز في عضو من أعضائه او حاسة من حواسه ليست عائقا يقف حجر عثرة في طريقه ويمنعه من تحقيق طموحاته والوصول الى غاياته وأهدافه بل ربما كانت تلك الإعاقات مصدر قوة وطموح ليس لها حدود تدفعه دفعا قويا للأمام دون كلل او ملل , كما ان هذه الفئة ترى وجوب معاملة هذا الإنسان بناء على عقله وليس بناء على عضلاته. ومن هذا المنطلق فإننا نرى ان هناك إعاقات ليست مختلفة ليسن عضوية أو حسية يمارسها بعض افراد المجتمع وهي بعيدة كل البعد عن التصرفات السليمة والتي تدخلهم في فئات الإعاقة الفكرية والتبلد الحسي والتي تعتبر أشد خطرا من الإعاقة الحسية أو الجسدية ولنأخذ بعض الأمثلة لهذه الأنواع من الإعاقات فالإنسان الذي يوقف سيارته في المواقف المخصصة للمعوقين دون مراعاة لحقوقهم ومشاعرهم وتقدير ظروفهم متجاهلا اللوحات الإرشادية الموجودة في تلك المواقف هذا الإنسان يعتبر معاقا ولك الحق في أن تختار نوع الإعاقة التي يعانيها , كذلك الإنسان الذي كلف بعمل من الأعمال الخاصة او العامة والتي يرعى من خلالها شؤون المواطنين أو الطلاب او حتى شؤون المعوقين دون إدراك للمسئولية الملقاة على عاتقه ويترك الحبل على الغارب لهو الآخر معوق بإعاقة تختلف عن الإعاقة الحسية او الجسدية إنها الإعاقة الفكرية التي تغطي على كل أنواع الإعاقات مهما كانت درجتها , والمثال الأخير على نوع من انواع الإعاقة ذلك الشخص الذي يقود سيارته بسرعة جنونية ويقطع إشارة المرور معرضا نفسه والآخرين للخطر دون مبالاة او احترام للآخرين مما قد ينتج عنه حادث مروري يودي بحياة الأبرياء او يسبب لهم إعاقة دائمة او مستديمة لا قدر الله , وهناك الكثير والكثير من هذه الأمثلة والتي تعتبر بحق أشد من الإعاقة نفسها , لذا لا بد من تضافر الجهود من المجتمع جنبا الى جنب ويدا بيد لتصحيح الأوضاع الخاطئة والوصول الى مجتمع واع خال من الإعاقة. قال المفكر الجزائري ابن باديس: "لو أن كل فرد أصلح من ذاته لصلح جزء من كل ومن ثم صلح الكل كله".