عزيزي رئيس التحرير
جاء اختيار خادم الحرمين الشريفين للفوز بجائزة المدينة المنورة كتقدير وعرفان لما له بعد الله تعالى من أفضال وخصال لا تعد ولا تحصى وهذا الاختيار المثالي جاء كفرحة معززة لفرحة مرور ذكرى واحد وعشرين عاما فبحلول تاريخ 1423/8/21هـ احتفل الوطن الأبي بقائده العظيم وسرعان ما يستعيد المرء الذاكرة. واحد وعشرون عاما مضت من عمر الوطن تحت قيادة الفهد شهد فيها من المنجزات والعطاءات والتطور ما يعجز القلم عن وصفه. لقد أسس ووحد المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - هذا الوطن الشامخ وخلفه أبناؤه البررة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد غفر الله تعالى لهم جميعا وجزاهم عنا وعن الأمة جمعاء خير الجزاء. فكانوا جميعا خير خلف لخير سلف وأكملوا القواعد والأعمدة من البنيان وبدأوا بناء المؤسسات ونقل المجتمع وأنماط الحياة من الحياة البدوية إلى الحضر والمدن. وخلفهم الفهد خادم الحرمين الشريفين فأكمل وأنجز البناء على أحسن وأمثل ما يكون ثم بدأ في نشر الوعي والعلم فأرتقت البلاد فتحسنت أحوال الناس وأدار دفة التطور والتقدم في جميع المجالات وشئون الحياة كل ذلك مع الأخذ بعين الاعتبار التمسك بالعقيدة الإسلامية منهاجا وشرعة وسلوكا وبالقيم والعادات والتقاليد والأخلاق العربية الأصيلة والأدبية. إن التاريخ سيسجل بحروف من ذهب اسم الفهد وسيخلده بأنه باني نهضة أمة ورائد في الإدارة وشئون الحكم وسياسي محنك وفذ قلما يجود الزمان بمثله. استطاع أن يقود أمته وشعبه ووطنه في أحلك الظروف وأدقها وأقساها ويجنبهم بفضل الله تعالى تداعياتها. . وجعل لوطنه وأمته مكانة راسخة ومرموقة بين الأمم واحتراما دوليا وعالميا في شتى الميادين والمناشط كل ذلك ولم يقتصر دور الفهد الريادي على أمته وشعبه ووطنه بل تعدى ذلك للصديق والشقيق والجار والمسلم في أصقاع المعمورة. فمد يده اليمنى بغصن الزيتون للقريب والبعيد وفزع مع الجار والشقيق والصديق ووقف بجانب المظلوم والمكلوم وأنار بفضل الله تعالى دروب الخير لأمته وشعبه. ان المنصف والمتبصر والعاقل يدرك تماما كم من الأمور والخدمات التي قدمها الفهد حفظه الله ومتعه بموفور الصحة والعافية للقاصي والداني. في عهد خادم الحرمين الشريفين فلم تعد تجد دولة تقريبا أو قارة الاوفيها مركز اسلامي واشعاع نور وتجد الايادي البيضاء السعودية التي وفقها الله تعالى ممتدة اليه. كما نصرـ حفظه الله ونصره ـ الاقليات المسلمة والمستضعفة والمغلوبة على أمرها في مشارق الأرض ومغاربها ودعم قضايا المسلمين العادلة في شتى أنحاء المعمورة وأهتم ـ حفظه الله - بكتاب الله الكريم وترجمة معانيه وحرص على أن يصل كتاب الله للقاصي والداني في أجمل وأكمل حلة واهتم أيده الله بتوفيقه بشئون الحرمين الشريفين فكانت أكبر توسعة لهما في التاريخ الحديث وأعطى من وقته وجهده وماله لفلسطين والقدس الشيء الكثير. كل ذلك رغم مشاغله الكثيرة إلا أن الفهد لم ينس أن يطور ويحسن ويعدل في أمور الحياة داخل وطنه ولصالح شعبه وأمته فأصدر النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق وبدء بمشروع الخصخصة وغير ذلك كثير.كما حرص على أن يترك بابه مفتوحا وصدره رحبا وقلبه متسعا لكل صاحب شكوى ومظلمة وحث المسئولين جميعا على استقبال كل صاحب شكوى ومظلمة وعدم التعرض له أو المساس به وبدعواه مهما كانت. والحمد لله استقرت الأمور وأصبحت هناك قفزات مذهلة في ميادين التعليم والصحة والخدمات الرياضية والثقافة والاقتصاد.
وآن الأوان أن نحافظ على تلك الأمور والمكتسبات الوطنية ونحرص على صيانتها ونشكر الله تعالى على فضله وكرمه وتوفيقه ثم نشكر خادم الحرمين الشريفين متعه الله بالعافية على كل ما قدم وبذل وأعطى لهذه الأمة ولهذا الوطن والشعب الأبي. والشكر موصول لعضده الأيمن وولي عهده الفارس العربي الأبي سيدي صاحب السمو الملكي الأمير/ عبد الله بن عبد العزيز رجل المهام الصعبة ورجل المواقف التاريخية التي يسجلها التاريخ بمداد من الذهب والنور في صفحاته البيضاء الرجل الذي حمل الأمانة والمسئولية على عاتقه وحمل هموم وآمال وطموح وآلام شعبه وأمته وتصدى لكل شاردة وواردة ولكل غمز وهمز ولمز يصدر من هذا أو من ذاك تجاه العقيدة الإسلامية وتجاه الوطن وتجاه شعبه وأمته فكان مكملا للمسيرة حاميا ومدافعا عنها. والشكر موصول لصاحب الأيادي البيضاء رجل الكرم والجود سيدي صاحب السمو الملكي الأمير/ سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء عضيد الأمة وكريم العطاء ومقصد القاصي والداني أمير الإنسانية وصاحب الوجه الوضاء. وختاما أقول لأمتي واخواني ولشعب المملكة العربية السعودية كما قال خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين أنه لا عزة ولا كرامة لنا إلا بتمسكنا بالعقيدة الإسلامية السمحة قولا وفعلا ومنهاجا وبمحافظتنا على وطننا ونسيج مجتمعنا واعتمادنا على الله تعالى ثم على سواعدنا وإقبالنا على العمل والأعمال المختلفة والإخلاص والأمانة وأن نبدأ بشغل كل عمل فيه وافد كريم فلقد حان الوقت لنحافظ على مقدراتنا الاقتصادية ومكتسباتنا الحضارية ولا يتأتى ذلك إلا بشغل كل الأمور والوظائف والمهن والحرف بأيد سعودية.
وأرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ولمقام سيدي سمو ولي العهد الأمين ولمقام سيدي النائب الثاني وللشعب السعودي الكريم والأمة العربية بهذه المناسبة الكريمة سائلا المولى جل علاه العمر المديد وموفور الصحة لمولاي. وبالله التوفيق
@@ ناصر بن عبد الله آل فرحان