أكد الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي لرئيس الجمهورية المصري على اهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس حسني مبارك اليوم إلى الرياض حيث يتم من خلالها التشاور وبحث الموقف المستجد في المنطقة.
وقال ان الهدف هو بحث المسألة مع السعودية لتجنيب بغداد ضربة عسكرية وان التحرك المصري على المستوى العربي او الدولي او مع الولايات المتحدة يهدف إلى اغتنام ما تبقى من فرص متاحة لانقاذ العراق والمنطقة من ويلات الحرب واوضح ان السبيل للانقاذ هو من خلال موقف عربي موحد وتحرك منسق مشترك لحمل العراق اولاً على التجاوب بشفافية مع الامم المتحدة ومن خلال لجان التفتيش وذلك بحملها على وضع تقرير موضوعي متحرر من الضغوط.
واشار إلى ان زيارة الرئيس تأتي لتعزيز فرص الحل السلمي للمسألة العراقية والذي يؤكد على ان الهدف هو اقناع اصحاب القرار بأن الحلول الدبلوماسية افضل بكثير من الحلول العنيفة وان مظلة الشرعية الدولية تحمي الجميع وتحفظ حقوقهم.
أكد الدكتور اسامة الباز ان السياسة العربية والمصرية تستهدف مناهضة الحرب المحتملة على العراق ومنع وقوعها من منطلق مخاطبة الفكر الامريكي وليس مناطحته لانها كدولة كبرى لها مصالح في انحاء العالم ولانها تحسب الخسائر والارباح النهائية بعد حسابات مستفيضة ويهمها الا تقع في خسائر مادية باهظة او بشرية كبيرة.
وطالب الباز العراق بأن يبذل اقصى جهد له في التعاون مع لجان التفتيش الدولية التابعة للامم المتحدة ومجلس الامن وعدم اعاقة مهمات هذه اللجان من منطلق انها تتعامل مع جهة امنية دولية وليس مع الخصم الامريكي واوضح الدكتور الباز اسباب تباين الموقف الامريكي المتشدد تجاه العراق وعدم اتخاذ نفس الموقف تجاه كوريا الشمالية الذي يرجع إلى الوضع الجغرافي حيث تقع كوريا الشمالية بالقرب من السواحل الامريكية واليابان والصين وروسيا وكوريا الجنوبية وحيث ترجع الحسابات العقلانية تجاه هذا الوضع ان تتخذ الحكومة الامريكية موقفاً عقلانياً يقوم على بذل الجهود والضغوط السياسية لحل المشكلة خاصة ان العراق له وضع مختلف يعود إلى ترجيح التوجهات الدولية التي كان لا بد من اتخاذها في حرب عاصفة الصحراء لتحرير الكويت في 1991.
واعرب د. الباز عن اعتقاده بأن الحرب ضد العراق لم تصبح حتى الان قضية حتمية واشار إلى ان العراق بتعاونه مع فريق المفتشين يجنب نفسه ويلات تلك الحرب واستبعد ان يتم تقسيم العراق في حالة ضرب العراق مؤكداً انه يمكن ان تحدث حالة فوضى الا ان هناك اطرافاً في المنطقة ليست لها مصلحة في تقسيم العراق وقال انه يتعين علينا الا نفقد الامل في هذا المجال.