DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

ملخص كتاب (من عنيزة إلى وول ستريت ـ سيرة حياة سليمان العليان)

ملخص كتاب (من عنيزة إلى وول ستريت ـ سيرة حياة سليمان العليان)

ملخص كتاب (من عنيزة إلى وول ستريت ـ سيرة حياة سليمان العليان)
أخبار متعلقة
 
في عنيزة ليس معروفا بالضبط متى ولد سليمان العليان. لأن الناس في ذلك الزمن لم يكونوا يهتمون أبدا بتسجيل تاريخ ميلاد أبنائهم، ولكن يتذكرون تاريخ ميلادهم بناء على بعض الحوادث التي تقع ويرجح أنه ولد عام 1918. - توفيت أمه (هيا) وعمره شهران تقريبا وتولت تربيته جدته لأمه (نورة). تنبأت زوجة والده بأنه سيكون أكسل رجل في العالم حين شاهدت جدته تساعده في لبس الجوارب وعمره عشر سنوات. - وصل سليمان إلى البحرين عام 1928 أو 1929 ليقيم مع أخيه حمد. وكانت البحرين المكان الأول من بين دول الخليج الذي أرسلت إليه بريطانيا ممثلا لها. - التحق سليمان في بداية الأمر بالمدرسة الأمريكية في المنامة ثم انتقل إلى مدرستين حكوميتين، وكان طالبا مجتهدا. وحين تُطفأ الكهرباء في ساعة محددة في الليل في الثلاثينيات من القرن العشرين كان يأخذ فراشه وسراجه ويخرج إلى فناء البيت ليواصل مذاكرته. ويتذكر بعض زملائه أنه كان ذكيا إلى حد كان يؤدي بهم إلى الغيظ منه، ويروي أحمد كانو يرحمه الله أنهم كانوا كثيرا ما يخفون كتبه ويسرقون واجباته المدرسية ويسعفونه بالإجابات الخاطئة إذا حدث أن طلب منهم المساعدة. وكان يهوى كرة القدم، وقد أهداه أخوه في أحد أعياد الفطر دراجة هوائية وكانت تلك أمنيته التي طالما توسل لأخيه كي يحققها له. - في عام 1936 ترك سليمان المدرسة ليعمل في شركة نفط البحرين وكان عمله مراقبة كميات الزيت في مجموعة من الصهاريج. ثم نُقل إلى ميناء (سترة) حيث كان يعمل في مراقبة ضخ الزيت في ناقلات النفط. وكان يتقاضى عن عمله ذاك أجرا زهيدا لا يزيد عن روبية ونصف في اليوم أي ما يعادل أربعين سنتا أمريكيا. - بعد مرور أربعة عشر شهرا من العمل في شركة نفط البحرين عاد سليمان إلى الظهران وعمل في شركة النفط، وكلف بالعمل مراقبا للمواصلات، وكانت الأجور في المملكة أقل بكثير من الأجور في البحرين. - في عام 1938 انتقل سليمان للعمل في مستودع الشركة واستطاع حفظ أسماء ثمانمائة وخمسين قطعة مع حرصه على معرفة وجوه استعمالها. واستطاع في أحيان كثيرة حين لا تتوافر القطعة المطلوبة أن يقترح بديلا أبسط لها أو يقترح إمكانية تعديل قطعة أخرى لتأدية الوظيفة نفسها. - لاحظ سليمان الجدية التي يعمل بها الأمريكان وكيف يبدون كأنهم جميعا يعرفون ما يعملونه معرفة دقيقة وكيف يعملون كأنهم فريق واحد. وما لفت انتباهه وأثار إعجابه ما كان يتحلى به الأمريكيون من كرم وتواضع. - بدأ سليمان يفكر كم يلزمه حتى يمتلك هكذا مستودع، وتيقن أنه يجب على من يريد البدء في العمل في التجارة أن يلم بأدق التفاصيل للمشروع الذي ينوي تأسيسه. - قال سليمان: لقد كان المستودع جامعتي التي تخرجت فيها، وكان المكان الذي رأيت فيه الرأسمالية وهي تعمل بشكلها الحقيقي أمام عيني المجردتين. كانت تسع سنوات لم تتخللها لحظة مملة واحدة. - كان سليمان طوال عمله مع شركة النفط في نشاط دائب لإجادة اللغة الإنجليزية، وكان يشاركه الغرفة التي يسكن فيها، في المبنى المخصص في الظهران لسكن العاملين السعوديين في الشركة، رفيق يحب الأدب العربي ويقرأ الإنجليزية بشكل جيد، وكان الرفيقان يقضيان وقتهما في مقارنة النسخة العربية من مجلة المختار بالمجلة الأمريكية Readers Digest المترجمة عنها، وكان سليمان يقرأ المختار ويترجمها إلى الانجليزية بصوت عال ويقوم رفيقه في أثناء ذلك بمقارنة ترجمة سليمان بالأصل الانجليزي. وأخذ سليمان يطور مهاراته في اللغة الإنجليزية بالحديث مع الأمريكيين الذين كان بعضهم يأتون إلى سكن السعوديين ليتعلموا شيئا قليلا عن الثقافة العربية. وكان يساعدهم في تحويل أموالهم. - كان سليمان يشتري بضائع ويبيعها للأمريكيين. ومن البضاع التي درَّت عليه عائدا جيدا ولاعة سجائر لها غطاء، ومنها أيضاً الغتر والعقل التي كان يشتريها الأمريكيون ليرسلوها هدايا إلى عائلاتهم. - إضافة إلى عمله في المستودع صار يعمل مترجما. وكان هو المترجم للملك عبد العزيز في محادثاته مع مسؤولي شركة النفط. ثم ترك العمل في المستودع، وتفرغ للترجمة عام 1947. ثم زاد راتبه إلى مائة وخمسة وعشرين دولارا في الشهر وهم مبلغ كبير جدا. - في عام 1947 علم بتفاصيل مشروع مارشال والتابلاين وقرر أن يحصل على جزء من مقاولات هذا المشروع لنفسه، وأبلغ شركة أرامكو بذلك، وعندها منحته الشركة إجازة لمدة تسعين يوما وذلك كي يستطيع العودة إلى عمله في الشركة إن لم ينجح مشروعه!. واقترض أربعة عشر ألف ريال مقابل رهن منزله في الخبر، وأسس بهذا المبلغ شركة صغيرة لأعمال البناء سماها شركة المقاولات العامة. - دخلت شركة المقاولات العامة في مناقصة لتنزيل المواد من السفن، وكان مبلغ العطاء الذي تقدم به سليمان أقل مبلغ مما جعله يفوز في المناقصة، لكن شركة التابلاين وشركة بكتل وقعتا العقد معه بزيادة قدرها 25% عن المبلغ الذي تقدم به!. وظل سليمان طوال ثلاث سنوات من بدء مشروعه يعمل بشكل غير رسمي في قسم العلاقات الحكومية في شركة النفط. - توالت عقود المقاولات بعد ذلك وتوسع عمل سليمان. وكان دائما يتفقد مواقع العمل، وإذا اضطر لقضاء يوم آخر في أحد مواقع العمل فإنه ينام تحت الشاحنة. - يقول عبد العزيز القريشي، محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، عن سليمان، وكان يعمل موظفا صغيرا لدى سليمان في بداية حياته العملية: كان نشيطا جدا، وكان يتخلق بأخلاق الأمريكيين العملية، وكان أكثر حصافة وحنكة من غيره من السعوديين، وكان لا يتوانى عن السعي في تطوير قدراته ويحاول أن يتفوق على الآخرين. وهذا ما كان يميزه عن غيره من السعوديين، وكان عمليا جدا. - أهم المزايا التي امتلكها سليمان وجعلته يتفوق على منافسيه إجادته اللغة الإنكليزية ومعرفته ببواطن الأمور في شركة أرامكو وفهمه لعقلية الأمريكيين. وكان يعلم أنه ليس هناك سبيل لعمليات الرشاوى في أرامكو. - لكي يدعم من مركزه التنافسي طوَّر من خبراته في البحث عن عدد من الأمريكيين الذين كانوا يعملون مع أرامكو والتابلاين في بعض المستويات العملياتية وتوظيفهم للعمل معه. - قام سليمان عام 1951 بجولة حول العالم وكانت أول مرة يخرج فيها خارج الشرق الأوسط. - بعد وفاة عاملين في أحد المشاريع فكر في التأمين على عماله. لذا سافر إلى البحرين وطلب لقاء مع أحد المديرين في إحدى شركات التأمين، فقال له المدير البريطاني بصوت فخم انه لا يمكن أن يؤمن على عماله لأنه عربي، والعرب لا يمكن الثقة بهم حين يتعلق الأمر بالأمانة في تسجيل الرواتب، وهو الشيء الأساسي في هذا النوع من التأمين. فقال له سليمان: إنني أفكر بجد في تأسيس شركة للتأمين! فقال له المدير: إنك لا تعرف عن ماذا تتكلم. وفي عام 1952 سافر إلى بيروت وحصل على وكالة لإحدى شركات التأمين، ثم بعد سنتين أسس شركة خاصة به وكانت أكبر شركة تأمين في الشرق الأوسط. - انتقل سليمان عام 1959 إلى بيروت ونقل شركاته إلى هناك بسبب تواجد عدد كبير من الشركات الأجنبية والبنوك الأجنبية في لبنان وسهولة الاتصال بأوربا وأمريكا، وبقي في لبنان حتى بداية الحرب الأهلية. - يدهش الناس باعتزاز سليمان برأيه إلا أنهم يجدونه لطيف المعشر، وهو يجيد رواية القصص ومحاكاة الطريقة التي يتحدث بها الناس، ويجيد حفظ الطُّرَف وروايتها. ولم يكن متكبرا أو متعجرفا، ويتحدث بطريقة متحفظة وبعدم إطلاق الكلام على عواهنه. - تقول ابنته لبنى: كان أبا صارما إلى حد بعيد. وكان يهتم اهتماما بالغا بتحصيل بناته الدراسي، وكان حريصا على تعليمهن التدبير في صرف المال، فقد فتح لهن حسابات بنكية منذ الصغر وذلك في بيروت، وكن يدفعن ثمن ما يشترينه إلا الطعام ومصاريف الإجازات. وحين يذهبن إلى السينما يحثهن على شراء التذاكر الأرخص، ويقول لهن إن الفيلم واحد سواء في الدرجة الأولى أو الثانية. - ذات يوم قررت بناته أن يلعبن إحدى ألعاب الورق وتسمى طرنيب، وكنَّ بحاجة إلى شخص رابع، فطلبن من والدهن أن يشاركهن اللعب وشرحن له قواعد اللعبة بشكل مختصر وواضح دون أن يكشفن عن أسرارها وقواعدها الدقيقة، لكنهن أصبن بالرعب، لأنه تمكن من معرفة كيفية اللعب مباشرة وفهم معانيها وفاز في النهاية. - كانت شركات سليمان في وضع أفضل من منافسيها وهو ما مكَّنها من الاستفادة من الطفرة البترولية لأنها كانت منظمة على أسس حديثة جيدة. - أوائل الثمانينات كان يمتلك أكثر من أربعين شركة. - يتميز بصفته مستثمرا بخصلتين غير عاديتين: يحب أن يتعرف على مديري ورؤساء الشركات التي يستثمر فيها، والثانية أنه مستثمر داعم. - يتميز سليمان عن رجال الأعمال العرب بسعيه منذ وقت مبكر إلى تعلم أمور كثيرة عن التجارة والقانون والسياسة الأمريكية، فهو يحب أميركا ولا يشعر أنه غريب فيها. - عمل عضوا في مجلس جامعة روكفلر في نيويورك عام 1974 ومحاضرا مقيما في جامعة إنديانا سنة 1975 في كلية إدارة الأعمال! (لا ننس أنه لم يحصل على الشهادة الثانوية). - كان يكتب دائما خطابات إلى جورج شولتز وجيمس بيكر، اللذين كانا وزيري خارجية أميركا، ويحثهما على انتهاج سياسة أكثر توازنا بخصوص الصراع العربي الإسرائيلي. - يمتلك سليمان نسبة مهمة في أحد البنوك، تزيد هذه النسبة قليلا عن واحد بالمائة. - عام 1997 اجتمع القياديون في شركات العليان لثلاثة أيام لمناقشة مستقبل المجموعة. - يتفق مديرو شركات العليان على أن موظفيها يعاملون باحترام على المستويين المهني والشخصي. ويتحدث سليمان عن بناء الناس ومساعدتهم على أن يبدعوا أفكارا خاصة بهم من خلال إسناد المسؤولية إليهم. وهو يحث موظفيه على أن يعبِّروا عن آرائهم بحرية، وهو ما تتبعه بناته ومديرو شركاته. - يشعر أعضاء مجالس إدارات شركات العليان بأنهم أعضاء في فريق واحد. وهناك الكثير من التعاون والصداقة والإحساس بالهدف المشترك الذي يجمعهم. وإذا اتخذ مجلس الإدارة قرارا فلا يستطيع أحد تغييره بما في ذلك أفراد أسرة سليمان. - يتلخص الدرس الذي يجب أن يعيه من يرغب في الاقتداء بتجربة سليمان وتكوين ثروة بالمليارات التحلي بالتصميم على أحادية الهدف. ذلك أن سليمان يستغرقه عمله استغراقا تاما ويعيش من أجله، ويمثل هدفه اليومي في حرصه على معرفة ما يمكن أن يحدث في مجال نشاطه وعنده قدرة عجيبة على تذكر التفاصيل الدقيقة لمحادثة كان طرفا فيها ولو كانت منذ سنة. وهو يصحو من نومه باكرا دائما. - يقول أحد مدرائه: إذا تكلم سليمان ثم فتحت فمك فإنه سيتوقف لكي يسمع ما تقوله. - كتب مقالات في الصحف الأمريكية مدافعا عن القضايا العربية وفي بعض المنتديات والاجتماعات الكبيرة. وحين كان موجودا فإنه يدافع عن القضايا العربية. - لديه شغف خاص بتعلم الكلمات الإنجليزية واكتشاف وجوه استعمالاتها بشكل دقيق. وتحوي مكاتبه عددا كبيرا من المعاجم. - لا يتصل أي من اهتماماته بتبذير الأموال، فهو يعيش حياة متواضعة ويحب أن يقضي أطول ما يمكن من وقته مع أسرته. - مؤسسة سليمان العليان الخيرية تتبرع للأغراض الطبية والتربوية وبشكل منتظم لجامعة بير زيت في فلسطين والجامعة الأمريكية في بيروت. - كان يحث بناته على البعد عن المظاهر والبذخ ويقول لهن: ليست هناك أسئلة غبية بل هناك إجابات غبية! وأن يسألن من حولهن عن آرائهن. - العمل عند سليمان مصدر للمتعة. - معرفته باللغة الإنجليزية وتواجده في أميركا جعلت الأميركيين يعتبرونه جسرا للتواصل بين أميركا والسعودية في الستينيات والسبعينيات. وإذا سأل أحد عن شخص يمكن أن يساعده في التعرف إلى السوق السعودية والخليجية والشرق الأوسط فإن اسم سليمان يكون حاضرا دائما ويذكر أولا. كما أن معرفته باللغة الإنجليزية فتحت له أبوابا من العلاقات والأعمال التي لم تتوافر لأحد ولا تخطر على بال. - توفي سليمان العليان في الشهر السابع من عام 2002.