تكريم الشيخ احمد بن علي ال الشيخ مبارك من قبل اولى الامر في هذه البلاد هو تكريم للعلم والعلماء وتكريم للادب والادباء. وتكريم للاحساء واهلها جمعاء فالشيخ احمد حفظه الله وامد في عمره وهو يرفل بالصحة والعافية، شخصيته ثرية ومتفردة في العطاء الفكري والادبي والاخلاقي. فكل من عنى بالثقافة والادب في هذه المنطقة لابد انه يعرف شيخنا الاديب معرفة لا يتطرق اليها شك. فلا بد انه نهل من علمه وادبه، واخذ من خلقه وشمائله، اما عن طريق مباشر او غير مباشر وكأنه هو الذي عناه المتنبي حين قال:
هذا الذي ابصـرت منه حاضرا ==0==مثل الذي ابصرت منه غائبا
كالبدر من حيث التفــت رأيته==0== يهدي الى عينيك نورا ثاقبا
كالبحر يقذف للقـريب جواهرا==0==جودا ويبعـث للبعيد سحائبا
ان شخصية الشيخ احمد لمن عرفه وعامله يرى انه هكذا..
هذا الرجل الذي قلت عنه انه شخصية ثرية متفردة.. ثرية في ادبه ومتفردة في دبلوماسيته. فلقد نجح في خلط الادب بالدبلوماسية.فادبه دبلوماسي يناقش بهدوء.. ويقرع الحجة بالحجة دون تصادم او اثارة حتى يجعل من يحاوره يوافق على رأيه دون جدل عقيم ودبلوماسيته مؤدبة يستقطب بها من حوله في جاذبية انيقة ظريفة لا تخرج عن الحق ولا يلبث هذا المحاور او المستمع ان يؤكد ما قاله الشاعر الشاب الاستاذ محمود الحليبي حين قال مخاطبا شيخنا في يوم تكريمه في الاحساء.
ويا سيدي بيني وبينك مــــــــــوثق==0==فخذه على اوتار قلــــــــبي موقعا
احبك مذ لاقاك في الله خافقـــــي==0==رأيت طيور الانس حــــــــولي وقعا
شفى الله عينا قد رأتك وما غضـت==0==ونبض حيي ما استجاش واسرعا
لعيني من عينيك يا شــــــيخ قصة ==0==لشهم بماء المكــــــــرمات تضلعا
رأى العمر في نيل المكـــارم سلما==0==ينال بها اسمى الصــــــروح وارفعا
نعم.. تلك الليلة التاريخية التي تغنى فيها شعراء الاحساء بشمائل شيخنا الكبير.. حتى قال شاعر الاحساء الكبير الراحل يوسف ابو سعد رحمه الله.
ماذا اقول اذا ما جئت امــــــــــدحه==0==نظما وقد فاق نظـــــــــــم الدر ميزانا
لأنظم الزهر عقدا مـــــن خمائـــلها==0==واضفر الورد للممـــــــــــــدوح تيجانا
يا احمد الخير قد طابت مغارسـكم==0==فغردت صادحـــــات الايك الحانا
واشرقت في رباكم شمس بهجتنا==0==تضفى عليكم برود المدح الوانا
لك التحيات اجلوها معطرة==0==في ليل عرسك انفاسا واردانا
وان من سجايا هذا الشيخ الفاضل، كرمه الحاتمي الذي اشتهر به.. فزائره يسربله الخجل من هذا الكرم العجيب في شخصية الشيخ.. ولن اضرب على ذلك امثالا.. فزواره من الداخل ومن الخارج يعرفون ويعلمون علم اليقين هذه السمة الحميدة في الشيخ احمد ومن سجاياه الحميدة المتعددة (التواضع) ان تواضع شيخنا مضرب مثل. فعندما تحدثه ينصت اليك انصات من يتعلم وهو اكثر علما منك فيما تتحدث فيه.ومن تواضعه انه يستجيب لمن يدعوه لزيارته مهما بعد، رغم حالته الصحية الصعبة وما اصدق الشاعر محمود الحليبي حين قال عنه.. او قال مخاطبا اياه:
تفوح الليالي منك عطرا وروعة==0==وتدنو قلوب الناس منك لتسمعا
(أبا مازن) وارفع جبـــينك انني==0==اناشدك المولى كفــــــاك تواضعا
ملأت قلــوب الناس حبا وهيبة==0==فكنت واياهم فؤادا واضــــــــــلعا
الا اكرم الرحمــــن ارضا حللتها==0==ولازلت في خير علــــــــيها ممتعا
ويبقى الشيخ احمد نموذجا فذا ورجلا يحتذى في طلب العلم وفي الخلق الحميد.. وليس ذلك بغريب لقد ساح الشيخ احمد في الارض ممثلا للمملكة ودبلوماسيا الى ان وصل الى سن التقاعد وعاد للاحساء.. يحمل تجربته وعلمه ووجاهته ففتح منزله العامر لكل طالب علم.فسعدت به الاحساء ايما سعادة:
وكيف وهذي هجر تاهت بنازع==0==غدا في سماء الفكر للشمس مطلعا
تغرب عنها ثــــــــــــم عاد مولها==0==تسابقه الاشــــــــــــــــــــــواق حبا ومنزعا
اتى مشعلا للفكر والادب الــذي==0==ذا مسه غصــــــــــــــن النباهة اينعا
ومد لها كف السماحة والنــــدى==0==وحيا لها هــــــــــــــذي البدور وجمعا
واضحت له الايام نشوى خصـيبة==0==وقد شكل الآحـــــــــــاد منها ونوعا
(ابا مازن) عذرا اذا الحرف عقني==0==رأى القول فيكم لا محــــالة مصرعا
فشيخنا من اسرة عرفت منذ قرون مضت في الاحساء بهذه الشمائل السامية.
فاسرة ال الشيخ مبارك اسرة علم وفقه ودين وادب وكرم.
لذلك صدق الشاعر سعد البراهيم حيث قال عنه:
آل المبارك بيت العز من زمن==0==فإن اتى احمد فالشبل من أسد
واخيرا اختم مقالي هذا بما قاله الاستاذ الكبير عبدالله شباط حين كتب عن (شعراء تغنوا بالشيخ الاديب).
يقول الاستاذ الشباط: ان الشيخ احمد المبارك الذي نحتفل بتكريمه جدير بكل تقدير لاتصافه بصفات تندر ان تتوافر لغيره واستغلال تلك الصفات في العطاء اللا محدود لمن حوله علما وادبا وسماحة وكرما. لقد خدم بلاده في الخارج ما يقرب من نصف قرن.. وهاهو يعاود الجهاد لخدمتها بين ظهراني مواطنيه حيث اقام له عرسا على قلوب محبيه وعارفيه وهو مع كل هذا لا يزداد الا تواضعا وقربا من الناس.. لقد قال هؤلاء الشعراء شعرا يعبر عن بعض ما في نفوس كل من عرف الشيخ عن كثب. فحياه الله في يوم تكريمه فقد نال بعض ما يستحق. فهو يستحق منا الكثير ان كنتم في شك فاقرأوا سيرته مسطرة في المجلة العربية وتابعوا محاضراته وندواته لتجدوا منبعا ثرا من منابع الخير والعلم والادب.