في سنوات ماضية كانت بعض الأندية تهتم كثيراً باللاعبين الناشئين من خلال فتح مدارس كروية للقاعدة تصدر من خلالها الفائض سنوياً للأندية المجاورة التي تقتات كثيراً على رجيع تلك المدارس .. وفي السنوات الأخيرة أغلقت تلك المدارس أبوابها والسبب هو رغبة الأندية في تحقيق نتائج سريعة فلجأت إلى شراء اللاعبين البارزين من الأندية الاخرى، حتى الأندية التي لا تملك المال الكافي للشراء أصابتها العدوى فأرهقت كاهلها بأمور الشراء ومع ذلك لا تحقق النتائج التي تريدها الجماهير.
في اعتقادي أن لجوء الأندية لعملية الشراء تحت مسمى (الاحتراف) وما تتطلبه هذه الكلمة من بذخ مادي شديد يرهق الأندية وباعتراف رسميا من الجميع أنه يجب شراء اللاعبين تحت أي ظرف فإن ذلك أضر بالاهتمام بالقاعدة .. فرقاً كباراً أصبح نصف لاعبيها من خلال الشراء وربما تخرج لاعباً واحداً في الموسم يصعد من الشباب إلى الأولى وأكبر دليل على ذلك فريق الهلال.
دائماً نريد أن نقارن أنفسنا بالأوروبيين ونريد أن نصل سريعاً إلى ما وصلوا إليه من تقدم كروي وتألق ولكن هل سألنا أنفسنا، أنه ومع عملية شراء اللاعبين المستمرة لديهم مازالت المدارس الكروية تنتج المواهب وبكثرة لتصدرها حتى للدول المجاورة ونحن نقول زمن الاحتراف خدع اللاعب ينتقل إلى أي ناد يريده دون ضوابط أو تقدير لحالته المادية وغير ذلك من الأسباب الواهية التي لا تقنع جماهير الفريق.
فريق الاتفاق كان أكثر الفرق بيعاً لاعبيه خلال السنوات الأخيرة فصدر إلى الأهلي والهلال والنصر وغير ذلك، حتى أصبح الفريق ملاذاً للأندية لشراء اللاعبين وكأنه (سوبرماركت) لاعبين للفرق السعودية وأملت جماهير النادي خيراً بقدوم إدارة عبدالعزيز الدوسري أن يتم وقف مهزلة بيع اللاعبين لتزيد الطين بلة من جديد ببيع اللاعب حمد العيسى إلى الاتحاد مع العلم أنه قد تم اعطاء وعد لجماهير الفريق بالمحافظة على اللاعبين ولكن لا حياة لمن تنادي، وفي النهاية يريد الاتفاقيون نتائج وإنجازات وعملية البيع مستمرة.
هذه الظاهرة ستستفحل في الفترة القادمة ولن تتوقف في جميع الأندية حتى لا تجد القاعدة والمواهب مكاناً لها من الاهتمام والمتابعة ويا خوفي في الفترة القادمة أن نجد (حراجاً) للمحترفين يتم من خلاله حضور مندوبين للأندية ويعرضون لاعبيهم للبيع ومن يريد يدفع أكثر ربما تكون الفترة القادمة مخيفة لبعض الفرق وعادية لفرق أخرى خاصة التي لديها وفرة مادية للشراء أما الفرق المتهالكة فلن تجد بعد ذلك لاعباً موهوباً في القاعدة لتبيعه لتسقط في الهاوية بعد رحيل النجوم عنها إلى فرقها الجديدة وإلى الملتقى .
