ادى الاحتلال الاسرائيلي المتواصل منذ نهاية مارس للاراضي الفلسطينية الى تدمير البنى الاقتصادية الفلسطينية ودفع بالفلسطينيين الى كارثة اذ بات 75% منهم يعيشون تحت حد الفقر.
وفي مدينة رام الله مقر السلطة الفلسطينية والتي تعتبر عصب الحياة الاقتصادية للفلسطينيين، بدت الشوارع خاوية من الناس ومعظم المحال مغلقة في ساعات رفع حظر التجول، وحركة الاقبال على الشراء محدودة جدا.
وقال ياسر باجس صاحب محل بقالة (35 عاما) ان الاقبال على الشراء تراجع بنسبة 60% ومعظم مبيعاتي على الديون، اذ ان عدم تمكن العمال من قصد اسرائيل وتأخر رواتب موظفي السلطة وعدم وصول البضائع من منطقة الى اخرى، كل ذلك ادى الى مثل هذا الوضع.
وشرح ان الناس يقبلون على شراء المواد الاساسية فقط كالسكر والطحين والارز والزيت راويا ان احد العمال طلب مني قرضا بقيمة 50 شيكلا (اي نحو 11 دولارا) مؤكدا ان ليس لديه ما يسد رمق اولاده لعدم تمكنه من قصد مكان عمله.
واكد مدير معهد الدراسات والاعلام الصحي الدكتور مصطفى البرغوثي ان 75% من الفلسطينيين يعيشون تحت خط الفقر بمعدل دولارين لليوم الواحد، بينما معدل خط الفقر لدخل الفرد في اسرائيل هو 20 دولارا في اليوم، كما تمنع اسرائيل نحو 125000 فلسطيني من العمل عندها. وكانت اسرائيل قد اعادت احتلال اراضي السلطة الفلسطينية في 29 مايو وفرضت نظام حظر تجول متواصل في حين اخضعت مدينتا الخليل واريحا لحصار مشدد.
وفي تقرير اعدته وزارة الاقتصاد والتجارة، قدرت الخسائر اليومية الفلسطينية جراء حظر التجول المفروض على الاراضي الفلسطينية التي اعيد احتلالها، في مجال العمل والخدمات بنحو خمسة ملايين دولار يوميا.
وشرح البرغوثي انه في الاشهر الـ15 الاولى للانتفاضة، بلغت خسائر الفلسطينيين 305 ملايين دولار، ووصلت الخسائر الناجمة عن تدمير وسلب ممتلكات على يد الجيش الاسرائيلي الى 361 مليون دولار خلال شهري الاجتياح ما بين مارس/ ابريل.
كما اشار البرغوثي الى تدهور الوضع الصحي بسبب تردي الوضع الاقتصادي وقال: نعاني لاول مرة سوء تغذية حقيقيا، فمثلا كانت اعلى نسبة لمرض فقر الدم (الانيميا) بين النساء في سنوات الاحتلال السابقة لا تزيد على 20 % وباتت النسبة الان 48% بين النساء وهي نسبة عالية جدا.
واضاف: يعاني 45% من الاطفال تحت سن الخامسة فقر الدم بينما يعاني 30 % من الاطفال سوء التغذية.
وقدر تقرير لجنة الطوارىء في وزارة الزراعة الفلسطينية الخسائر المرتبطة بالاضرار الناجمة عن الحصار والاحتلال والاضرار اللاحقة بقطاعات الثروة الحيوانية والزراعية والسمكية منذ بداية الانتفاضة في 28 سبتمبر 2000 ولغاية 30 يونيو 2002 بحوالى 703659710 دولارات امريكية.
ومن جهته، قال رئيس اتحاد المزارعين الفلسطينيين ابراهيم دعيق: ادى الاحتلال الى خلل في تسويق المنتوجات الزراعية وتلفها لتعذر قطافها.
وتابع: على صعيد تربية الحيوانات والدواجن، شهدنا نفوق اعداد هائلة وخسائر فادحة من الاغنام والابقار والدواجن والطيور نتيجة قلة الاعلاف وعدم وصولها وقلة العناية الطبية والامراض التي انتشرت..
واضاف: في محافظة طولكرم التي خضعت لنظام حظر التجول لفترات طويلة كان اصحاب مزارع الطيور والدواجن ينتهزون فرصة رفع حظر التجول فيفتحوا ابواب المزارع ليتيحوا للطيور والدواجن الخروج حتى تنجو من الموت وكي يتمكن اصحاب المزارع من التخلص من اعداد الدجاج والطيور النافقة. واشار الى تاثر قطاع انتاج العسل وتربية النحل وتلف حوالي 60% من خلايا النحل وانتاج العسل في البلاد. وقد قدر البنك الدولي ان وضع الاقتصاد الفلسطيني لن يعود الى عافيته قبل عامين على الاقل حتى لو توصل الفلسطينيون والاسرائيليون الى اتفاق.