• وقد بُنيتْ العلاقات بين الدولتين بعمقها التاريخي على الاحترام المتبادل، والندية، والاستقلالية.
وظلّتْ العلاقات تواصل نموها على مرّ التاريخ، حيث اتسعتْ رقعة الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات، بعدما وجدتْ الحكومة البريطانية في القيادات السعودية المتعاقبة خير شريك يمكن أن يُعتمد عليه في صيانة أمن المنطقة التي تشكل أهم محاور الاقتصاد الدولي.
• لهذا.. تأتي زيارة سمو ولي العهد في مرحلة شديدة الحساسية والأهمية، سواءً فيما يتصل بتوقيتها في خضم ما تشهده المنطقة من أحداث في سوريا أو العراق وفلسطين واليمن، وما تحدثه السياسات الإيرانية من شروخ مأساوية في استقرار وسيادة كافة دول المنطقة، أو ما يتصل بالملفات التي سيفتحها سموه مع الساسة البريطانيين.
• وقد عبرت السيدة تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية التي ستستقبل سمو ولي العهد عن تطلعاتها لنتائج هذه الزيارة التاريخية، ووصفتها بأنها منصة جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية، وبناء المزيد من الشراكات الاقتصادية والأمنية.
• وأضافتْ السيدة ماي، إن الشراكة بين الدولتين من شأنها أن تجعل البلدين أكثر أمانا من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية، وأكثر ازدهارا عبر توفير فرص العمل، كما أشادتْ بالتغيير الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده المملكة في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله-، والمتمثل في عمليات الإصلاح الاقتصادي، والقرارات التي تتصل بتمكين المرأة، وتطوير قطاعات الصحة، والسياحة، والترفيه، وكانت بريطانيا قد أكدت دعمها للرؤية السعودية على لسان وزير الخزانة فيليب هاموند.
• أما وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون فقد رحّب بدوره في تغريدة على حسابه في «تويتر» بسمو ولي العهد وشدد على دعم برنامجه الإصلاحي.
• وقال مكتب رئيسة الوزراء: إن هذه الزيارة ستعزز التعاون لمواجهة التحديات الدولية كالإرهاب والتطرف والصراعات في دول المنطقة، كما ستسهم في دعم برنامج التعاون الدفاعي بين القوات السعودية والبريطانية.
• وشهد التبادل التجاري بين البلدين تقدما ملحوظا فاق الـ 2.3 مليار جنيه إسترليني، وتعتبر المملكة ثالث أكبر الأسواق نموا للصادرات البريطانية، كما تعتبر بريطانيا ثاني أكبر مستثمر أجنبي في المملكة.
• وما بين إعجاب السير شكسبير بالملك عبدالعزيز، وإشارات الإعجاب التي صدرتْ من مكتب دولة رئيسة الوزراء البريطانية بالخطوات التطويرية التي يقودها الأمير الشاب في بلاده، بوسعنا أن نقول: إننا على موعد من خلال هذه الزيارة التاريخية مع إضافة نوعية للعلاقات بين البلدين في كافة المجالات، والتي سينعكس أثرها على الجميع، في الاقتصاد والتنمية وكافة الملفات الإقليمية والدولية.
• وختاماً.. من حق الجميع أن يعلّق الكثير من الآمال على هذه الزيارة، فالعاصمة واحدة من عواصم القرار الدولي، والضيف يزن بطموحاته وجرأته ورؤيته ما يضاهي أحلام الأمة ويفيض.