DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

علقوها.. علقوها!!

علقوها.. علقوها!!
مع كل تعليق للدراسة يتجادل الناس ما بين مؤيد ومعارض.. ويقرر أبو البندري - غفر الله له - وبكامل قواه العقلية أنه مع «تعليق الدراسة» في حال التقلبات الجوية سواء مطرية أو غبارية، لعدة مبررات:
أولها: الحالة الصحية لبعض الطلاب فالغبار يزيدهم رهقا، ويؤثر على صحتهم، وقد قالوا: درهم وقاية خير من قنطار علاج.
ثانيا: في حالات الأمطار تتحول بعض شوارعنا إلى شعاب وأودية تغوص فيها الباصات، وتسبح فيها السيارات، بسبب سوء تصريف الأمطار وفساد بعض المشاريع، فالتعليق هنا فيه محافظة على أرواح الطلاب وحماية لهم من السيول الجارفة والأمطار المتوقعة، أضف لذلك أن مدارس القرى تقطعها الأودية فلو سالت لظلت سيولها تجري لساعات!
ثالثا: يعيب بعضهم حالة الفرح التي تعتري منسوبي المدارس والطلاب.. وبالعقل والمنطق كيف لا يفرح شخص يقطع مسافات السفر يوميا للدوام، وكيف لا تفرح أستاذة ترحل عشرات الأميال لمدرستها.. كيف لا يتسلل السرور إلى قلب طالب يقضي ست ساعات يوميا على الكرسي مستمعا وكاتبا ومشاركا، كيف لا يفرح بإجازة مفاجئة تأخذه من معاناة الدروس وتريحه من عناء الواجبات ومكابدة «قومة» الصبح؟
سيأتيك رأي المعارضين ليقول لك: أضاع أولادنا حصصا ودروسا، وصار التعليق ترفا!
والجواب يا سادة، ليست ترفا، وإنما بناء على توصيات هيئة الأرصاد والدفاع المدني، وبعد ذلك التعليم يعلق الدراسة، فالتعليق ليس رأي شخص أو جهة وإنما رأي أشخاص ورؤية جهات، ثم إذا افترضنا أننا في مصاف الدول المتأخرة فدوام أسبوع أو أيام لن يجعلنا في مصاف المتقدمين، وإن كنا في عداد المجتمعات الناهضة، فنقص أيام على مدار العام الدراسي لن يهبط بنا إلى أسفل السلالم!
قرأت تغريدة قبل مدة للدكتور عبدالعزيز الثنيان – وكيل وزارة التعليم قديما - قال: «خدمت في التعليم ربع قرن.. معلما، فموجها، فمدير تعليم، فوكيل وزارة لم نُعلق الدراسة يوما واحدا حزم وجد».. لكن الزمن اختلف، في الماضي كيف يمكن إبلاغ الناس بتعليق الدراسة في منطقة تعليمية لليوم التالي، ولم يكن هناك وسائل لإيصال الخبر العاجل، وربما كان الأمر موكولا لمديري المدارس وقتئذٍ فبإمكانهم صرف الطلاب مع ذويهم ومع النقل عند مباشرتهم، ثم إن تعليق الدراسة قرار احترازي ليس له علاقة لا من بعيد ولا قريب بالجدية والحزم، والتعليق بسبب الضرر، حتى الصلاة مع أهميتها شُرع الجمع بين الصلوات في المساجد عند حصول المشقة.
أختم مقالي بهذه العبارة لشيخنا علي الطنطاوي - رحمه الله - وهي تمثلني وما أدري عنكم..!
«لقد صرتُ معلما في الابتدائية وفي الثانوية، وأستاذا في الجامعة، وما ذهب من نفسي الضيقُ بالمدرسة والفرح بالخلاص منها، والأنس بيوم الخميس واستثقال يوم السبت، وما ذهبت إلى المدرسة أو إلى الجامعة مرة إلا تمنيت أن أجدها مغلقة، أو أجد الطلاب قد انصرفوا منها والدروس معطلة فيها».
* قفلة..
عزيزي ولي الأمر.. إذا لم تعلق الجهات المسؤولة الدراسة فكن أنت صاحب القرار.. فعلق ولدك إن رأيت الضرر أو توقعت المشقة!
ولكم تحياتي