هذه الطرفة تتكلم عن واقع لدى البعض مع شديد الأسف.
يكتب وتكتب في مواقع التواصل الاجتماعي: أمي من لي غيرك؟ أنتِ نور حياتي ومشعل ضيائي، من أنا بدونك؟! ويظهر صورة له يقبل رجلها أو يدها، ثم إذا أرادت هذه الأم منه شيئاً ذهب الادعاء ولم تجد أحداً.
اليوم نرى في المستشفيات آباء وأمهات يحضرهم السائق وكأن ليس لهم أبناء، لهم الفخر لو جاءوا يسعون خلف والديهم اللذين سعيا من أجلهم كثيراً، فمشاغل الدنيا مهما كانت لا يمكن أن تكون أهم من هذا الواجب.
وأيضا نرى اليوم من يقدم أوامر زوجته على أوامر والديه، وهو ينظّر ويتكلم في أمور كثيرة ومتعددة.
بعض الأمهات يقلن بحرقة: هم ليتهم يطيعون بس!
يحتاج كثيرٌ منا أن يعيد النظر في علاقته بوالديه، وأمه خصوصاً، فليس كل بر براً، ولو ادعى أصحابه ذلك.
البر يستدعي غاية الخضوع وإذلال النفس مع الطاعة، فالله قد جعل الجنة العظيمة تحت قدمي الأم ففي الحديث قال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لأحد أصحابه «.. ويحك، أحية أمك؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: ويحك الزم رجلها فثم الجنة».
وقد قال أحد شرّاح الحديث: إن التواضع للأمهات سببٌ لدخول الجنة، فمن معاني الحديث أن نصيبك من الجنة لا يصل إليك إلا برضاها.
عدم طاعة الوالدين قد يجعل البر ادعاء لا حقيقة.
وزيارتهما في الأسبوع مرة مع عدم نزول الجوال لحظة واحدة قد يجعل البر ليس براً بل ثقلاً.
وتسفيه آرائهما خصوصاً كلما تقدم بهما العمر ليس من الكرم ولا الوفاء.
الفشل في أن يجعلهما الابن يفخران به، ليس من البر حتى ولو أريقت الدموع وقُبّلت الرؤوس والأقدام.
باختصار: لا يستحق الوالدان ما يفعله بهما بعض الأبناء فليس ذلك من الكرم ولا السمو في شيء.