حاربوه وشنوا عليه الحملات ولم يبتعد عن معشوقته وأعلن الرحيل عن بيته الذي ترعر فيه وحزم حقائبه وغادر، ولكن القرار الصعب كان صادما وغير متوقع، حيث كانت الوجهة إلى سويسرا لأن الموهبة التي يملكها والتي جعلته من ضمن قائمة منتخب العالم هي ما زرعت الثقة بداخله بأنه قادر على الاحتراف خارجيا، حينها قيل: إن حسين انتهى ولن يعود ولكنه خالف توقعاتهم وعاد للأخضر ومثله في ثلاثة نهائيات كأس عالم.
ولم يتوقف الحلم وعاد للمملكة ولكن هذه المرة بطموح مختلف، حيث كانت الطائرة تتأهب للهبوط في العاصمة الرياض وكان أبو عمر ينتظر منجزا جديدا ليثبت للكل بأن كرة القدم تعتمد على العطاء ومن بوابة العالمي رفع كأس الدوري وجعل اداءه وعطاءه في الملعب يتحدث عنه.
للأسف ظلموه وجعلوه الشماعة التي تعلق عليها الأخطاء والإخفاقات، ورحل حسين من جديد، وبقي الحال كما هو عليه وهذه المرة لم يكن على المتضررين اللجوء إلى القضاء، لأن العالمي خسر القائد والروح واللاعب الإنسان.
ابتعد عن الصخب الإعلامي والحملات التي شنت عليه وخذلهم وأعلن الرحيل للاحتراف خارجيا في الدوري البلغاري، وأوفى بوعده لمعشوقته التي عاهدها أن لا يتركها وهو قادر على العطاء، وها هو يقدم مستويات رائعة مع ناديه ويحصل في ثلاثة أسابيع متتالية على جائزة أفضل لاعب في الدوري البلغاري، وهي إشارة مهمة بأن حسين يعيش تجربة احتراف حقيقي وإلا لما رفض ناديه أن يشارك الأخضر في مباراة العراق والتي لم تكن في أيام الفيفا.
السؤال الأهم عندما يكون في سجله بطولات الكأس والدوري وكأس آسيا وتمثيل ثلاث مرات في كأس العالم ومشاركات متعددة مع المنتخب واحتراف خارجي، الا يستحق حسين عبدالغني أن ينصف ويخلد اسمه في قائمة الأساطير الذين خدموا الكرة السعودية وأن يسلط الضوء على إيجابياته؟ وفي المقابل أين هم من مجدهم الإعلام من هذه المنجزات؟!!!
أتمنى احترام تاريخ حسين عبدالغني، واعلموا أن هذا الفتى لو كان في أوروبا لاتحدت الالوان ووقف الجميع معه، وأنصفه تاريخه المشرف وأصبح رمزا من رموز الرياضة، ولكن ثقتي في هيئة الرياضة التي أعادت من خدم الرياضة إلى المشهد من جديد أن تمنح حسين ما يستحقه.
على المحبة نلتقي، ، ، ،
m_alsadaan@