DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أوروبا تبحث عن قاسم مشترك يعصمها من التفكك

أوروبا تبحث عن قاسم مشترك يعصمها من التفكك
أوروبا تبحث عن قاسم مشترك يعصمها من التفكك
طفل يحمل علم الاتحاد أمام مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (رويترز)
أوروبا تبحث عن قاسم مشترك يعصمها من التفكك
طفل يحمل علم الاتحاد أمام مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (رويترز)
تجتاح أوروبا حالة من الخوف والتوجس وينتابها شعور بالانزلاق نحو التفكك والانتكاسة إلى الدولة القومية، وقد دفع ذلك سياسيين ومفكرين للبحث عن ماض مشترك يقيِمونه ويتمسكون به ويبنون عليه لتعبر به بلدانهم إلى مستقبل تتوحد فيه القارة العجوز.
وفي تقرير لصحيفة «الجارديان» البريطانية، فإن القارة تتقاذفها أمواج متلاطمة تغذيها ترسبات تاريخية إذا أهملت ستحدد مستقبل أوروبا كما يبدو في التوترات السياسية الحالية في ألمانيا والوضع القاتم في إيطاليا وما أنتجته «بريكست» على جانبي المانش.
وخرجت في أثينا مؤخرا تظاهرات يونانية غاضبة بسبب جمهورية يوغسلافيا السابقة المجاورة لهم، التي تستخدم اسم مقدونيا.
وفي بولندا تسبب قانون جديد لتحجيم النقاش حول دور بعض البولنديين في المحرقة إلى مواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وفي ألمانيا حيث احتل حزب العدالة والتنمية اليميني المتطرف 94 مقعدا في «البوندستاغ» طالب سياسي ينحدر من أصل فلسطيني بإلزام المهاجرين الواصلين حديثا زيارة النُصب التذكارية لمعسكرات الاعتقال النازي ضمن دورات الاندماج التي تنظمها الدولة.
وأوضحت «الجارديان» أن الاصطفاف حول النزاعات في التاريخ الأوروبي ليس جديدا، ومنها الجدل الذي استمر طويلا في النمسا بشأن المنزل الذي ولد فيه هتلر، والإرث الاستعماري موضوع متكرر في نقاشات الفرنسيين والبريطانيين والهولنديين، وتجعل الأنظمة الشعبوية في بولندا والمجر موضوع إعادة كتابة التاريخ عنصرا ثابتا في خطابها السياسي ليتلاءم مع أهدافها السياسية.
ووفقا للصحيفة، نجد أن العدوان الروسي على أوكرانيا صحبته حملة دعائية ساخنة عن الفاشية، وحروب اليوغوسلاف في التسعينيات مفعمة بلغة الخطاب التحريضي الذي كان سائدا أثناء الحرب العالمية الثانية.
إذن استدعاء التاريخ ليس محصورا على الأوروبيين، ويمكنك أن تنظر للدورة الأولمبية الشتوية في كوريا الجنوبية وكيف بعثت من جديد تلك الصدمة التي حدثت أثناء الحرب الباردة على خط المواجهة قبل خمسة وستين عاما، وكيف تصاعد الجدل حول الحرب الأهلية في الولايات المتحدة بشكل متكرر لم يشهد له مثيل منذ حركة الحقوق المدنية في ستينات القرن الماضي.
هذا النوع من المجادلة والنقاشات يكتسب صدى خاصا في أوروبا، فالاتحاد الأوروبي كما هو قائم اليوم صار ممكنا بالمقاربة والتداول وليس من خلال الهيمنة التي تأتي مع الانتصار العسكري أو الهدنات المؤقتة لنزع السلاح.
وكثيرا ما يقال: إن الاتحاد الأوروبي ترياق مضاد للحرب، ولكنه في نفس الوقت بناء متوهم وترياق لتزييف التاريخ، وأقيم لتجاوز الكراهية التاريخية وتنمية روح التصالح، فالذكريات الوطنية تحتاج بلا شك للاعتراف بها ولكن ذلك ليس سهلا كما يعتقد البعض.
وختمت الصحيفة البريطانية بالقول: «التفسيرات المتباينة للتاريخ مدعاة للتحريض على المواجهة، ويمكن أن تقود إلى اللا مبالاة عندما تسوء الأمور. وما حدث في 2007، خير دليل، عندما تسبب نقل نصب تذكاري للحرب السوفيتية في تالين عاصمة إستونيا إلى دفع الروس لشن هجوم إلكتروني شرس هدف لشل مؤسسات البلاد بأكملها، واحتاج الأوروبيون الغربيون إلى بعض الوقت ليتفهوا عمق وأهمية ذلك، ومن بين أسبابه تلك الفجوة في التصورات التاريخية».