ويكشف استطلاع الاتحاد الوطني للطلاب الذي شاركت فيه صحيفة «الاندبندنت» أن 79% من الطلاب شعروا بالاستهداف لأنهم مسلمون، وقالوا: «إنهم يتعرضون لكلمات وإشارات تدل على الكراهية، خاصة عندما يقع حادث إرهابي»، ويدل ذلك على أن المعتدين بدافع الإسلاموفوبيا يرون أن مرتكب العمل الإرهابي مدفوع بالتحيز لدين معين.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها عن فاطمة ديري طالبة التاريخ والسياسة في جامعة سواس بلندن قولها: «إن الطلاب وضعوا لي رسما لأنني أرتدي ما يغطي رأسي»، وأضافت إنها لم تشعر بالأمان و«شعرت بالضيق حقا وبكت كثيرا».
وعندما دعيت للتعبير عن آرائها في مؤتمر للأنشطة الطلابية، بادرها أحدهم بالقول: «أنت امرأة مسلمة فلماذا تتكلمين؟».
وتقول ديري ذات الاثنين وعشرين عاما: «غيرت من تصرفاتي وسلوكي، خاصة بعد وقوع هجمات إرهابية لتقليص فرص تعرضي للاعتداء من جانب المصابين بالإسلاموفوبيا، كما انني لا أعرف ما هي ردود أفعال الناس في طريقي للجامعة عقب وقوع أي هجمات».
وتتتبع النتائج الجديدة التي كشفها التقرير تزايد معدل جرائم الكراهية التي تواجه الجالية المسلمة في جميع أنحاء المملكة المتحدة، فجرائم الكراهية التي توجه للمسلمين قد زادت إلى أكثر من الضعف بين عامي 2016 و2017 حسب الأرقام، التي تم الكشف عنها العام الماضي.
ويقول مدير مؤسسة «قضايا الإيمان» التي تعمل من أجل تماسك المجتمع، فياز ميجيل: «إن ما كشفه تقرير اتحاد الطلاب حول الإسلاموفوبيا ليس مفاجئا»، مضيفا: «إن هناك تصاعدا في الخطاب المعادي للمسلمين والشتائم والإساءة في الواقع أكثر من أي وقت مضى».
وقد كشفت الدراسة، التي يعتقد أنها الأولى من نوعها في المملكة المتحدة أن 43% من الطلاب المسلمين لا يشعرون بالراحة في مناقشة قضايا الإرهاب داخل الفصول، وقال الثلث: إنهم لا يعتقدون أن هناك مساحة آمنة أو منتدى في الحرم الجامعي؛ لمناقشة القضايا التي تؤثر عليهم، كما لا يستطيعون الترشح لاتحاد الطلاب.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى إجراء الحكومة الوقائي، الذي يتطلب من المؤسسات التعليمية الإبلاغ عن الطلاب المعرضين للتطرف، جعل الطلاب المسلمين أكثر ترددا في الحديث، وقال 43%: إنهم غير قادرين على التعبير عن آرائهم بسبب هذا الإجراء الوقائي، وشعر الثلث بأنهم تأثروا سلبا به. حسبما تقول الدراسة.
ويعتقد ميجيل أن الجامعات لا توضح للطلاب بشكل صحيح أنها أماكن متاحة للنقاش وإبداء الرأي، مشيرا إلى أنها تفشل حتى في التواصل معهم، وقال: «هناك الكثير مما يتوجب على اتحاد الطلاب والجامعات فعله».
وقال متحدث باسم وزارة التعليم البريطانية: «لا يوجد مكان للكراهية في التعليم العالي أو تمييز أو تحيز، ونتوقع من مقدمي الخدمة التصدي لجرائم الكراهية بما فيها الحوادث المعادية للمسلمين».