أصدر معالي وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للثقافة د. عواد بن صالح العواد، قرارًا يقضي بأن تتولى الهيئة العامة للثقافة الإشراف على جميع المراكز الثقافية في المملكة، فيما يتعلق بالأنشطة والفعاليات والبرامج التي تقام في هذه المراكز، كما قرر العواد أن تقوم الهيئة العامة للثقافة بوضع الخطط السنوية لجميع هذه الأنشطة والفعاليات والبرامج، وكذلك العمل على تطوير عمل المراكز.
واعتبر عدد من المثقفين والفنانين هذا القرار بداية عهد جديد في الثقافة والفن، ومنح صلاحيات هامة للنهوض بالعمل الثقافي بكل تفرعاته.
وأكد عضو جمعية الثقافة والفنون بالأحساء الفنان نوح الجمعان ان القرار أتى في التوقيت المناسب وهو نقلة نوعية وتحول ايجابي باتجاه تحقيق رؤية 2030 التي ستنهض بالثقافة السعودية، وسيكون له انعكاسات سريعة وملحوظة في النشاطات الثقافية وتوسعتها، لافتا إلى ضرورة الانفتاح على الثقافات الاخرى، ولابد من جهة محددة تنشط في هذا الاتجاه، خاصة أن التحديات التي تواجه الأمة العربية اليوم تقتضي توحيد الجهود للرقي بالعمل الثقافي لما فيه مصلحة الأمة العربية، والتفاعل مع الثقافات المختلفة إقليميا ودوليا، ونحن بحاجة إلى تحرك ثقافي رفيع المستوى في محيطنا الخارجي.
من جهته قال الفنان علي الشافعي ان القرار لابد أن يصب في خدمة الشباب المبدع الذي يبحث عن جهة تتبنى إنتاجه وتحتوي إبداعاته الثقافية وتساهم في تأسيس جيل مبدع، مشيرا إلى أن القرار سينعكس ايجابا على تكثيف حركة النشاطات الثقافية التي يحتاج إليها الشباب بكل الأعمار، ولابد أن الهيئة العامة للثقافة ستضع الخطط لأنشطة وفعاليات وبرامج للنهوض بالعمل الثقافي بما يخدم وطننا في المستقبل.
وقال القاص محمد الشقحاء ان القرار خطوة جيدة، لكننا نحتاج إلى المزيد من المراكز الثقافية التي تواكب المرحلة، وأشار الشقحاء إلى مركز الملك فهد الثقافي بالرياض ونشاطاته عبر الملتقيات والندوات المتخصصة التي أثرت وتثري الساحة الثقافية، موضحا ان المناطق والمدن فيها أنشطة عبر النوادي الأدبية، وكذلك الجمعية العربية السعودية للفنون والتي تنتمي لوزارة الثقافة، واقترح القاص ان تدمج الأندية الأدبية وكذلك الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون وتتحول إلى أقسام متخصصة في المراكز الثقافية.
وأوضح الباحث والناقد د. سعد الرفاعي ان هذا القرار مبشر وستكون الهيئة متجهة بكليتها إلى العمل الثقافي، وتساءل عن مستقبل الأندية الأدبية وهل ستتحول إلى مراكز ثقافية، وأضاف أن أول ما ينتظره المثقفون من الهيئة العامة للثقافة الوليدة والطموحة ومعرفة تطلعاتها المستقبلية تجاه العمل في المراكز الثقافية وآفاقها، وأكد ثقته بأن الرؤى متعددة والأفكار كثيرة والكل يتطلع للإسهام في عمل ثقافي يليق بوطننا وينطلق الى آفاق جديدة.
وقال علي الغوينم رئيس جمعية الثقافة والفنون بالأحساء ان القرار دليل واضح على الثقة الممنوحة للأفراد في قلب جماعة وايمانا بمنح أهل الاختصاص فرصة للظهور والنهوض بالثقافة لتقديم صورة مشرقة عن وجهنا الثقافي ومنجزنا الفكري، وأبدى تفاؤله بالمستقبل مؤكدا على انها قفزات مشهودة يسجلها التاريخ وتحفظ في أجندة الأيام، مشيرا إلى أن البلاد تزخر بكوادر وسواعد مبدعة قادرة على العطاء ومن الجميل أن توجد جهة مخولة بالعناية بالثقافة، وهو مطلب جميع المثقفين الحريصين على الحفاظ على هوية الفن والثقافة وستأتي هذه الثقة بنتائجها.