وسبقت المؤتمر الصحفي للرئيسين، تصريحات خرجت على لسان وزير خارجية إيران قبيل أيام بالعودة إلى تخصيب اليورانيوم إذا تخلت واشنطن عن الاتفاق، وهو ما عدّه خبراء بالشأن الإيراني في أحاديثهم لـ«اليوم»، تصعيدًا يتطلب وقفة حاسمة من الدول الست الموقعة على الاتفاق المعيب حسبما وصفه الرئيس ترامب.
البنود المعيبة
وقال الخبير في الشؤون الإيرانية، محمد محسن أبو النور: قبيل انتهاء الإطار الزمني الذي حدّده الرئيس ترامب للأوروبيين للتوصل إلى تعديل ما وصفها بـ«البنود المعيبة» في الاتفاق النووي، تبدو خيارات واشنطن واضحة وتنصب في سيناريوهَين لا ثالث لهما، الأول هو خروج ترامب من الاتفاق، وبالتالي إعادة الحزم الست من العقوبات على إيران، تلك التي كانت مفروضة على قطاعاتها الاقتصادية قبل توقيع الصفقة في فيينا 2015، أما السيناريو الثاني فهو البقاء فيه مع تمديد العقوبات، وهذا سيفرغ الاتفاق النووي من محتواه ويؤدي إلى الانسحاب الضمني منه.
وحول الموقف الأوروبي، قال أبو النور: زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أمريكا تكمن أهميتها في أن ماكرون يريد الموازنة بين مصالح بلاده والتزامها بحفظ الأمن والسلم الدوليين، اللذين تخرقهما إيران، فهو لا يقبل بالممارسات الإيرانية التي ترتبت على خروجها منتصرة من الاتفاق النووي؛ وغير راضٍ عن تجاربها الباليستية ومدها الحوثيين بالصواريخ ما يهدّد استقرار حلفائها، وبالتالي الأمن الإقليمي والدولي.
تهديد الأمن
من ناحيته، يرى خبير العلاقات الدولية، د. أيمن سمير، أن واشنطن متحسبة للتهديد الإيراني بتخصيب اليورانيوم، مشيرًا إلى أن ترك الحبل على الغارب لطهران في هذا الملف يجعلها تتجه للاستمرار في استغلال الاتفاق النووي في أغراض غير سلمية، بل يمكن أن تجنح إلى إنتاج قنبلة نووية، وهو تطور خطير يهدد الأمن والسلم العام، ويُعد تكرارًا لنسخة كوريا الشمالية بالمنطقة.
ويشدد الخبير في الشؤون السياسية، د. محمد كمال، أن العالم والعرب يجب أن ينتبهوا جيدًا لخطورة ما يُحاك ضدهم من مؤامرات وفتن تقودها قوى إقليمية تتوهم أن بمقدورها التمدد والتوسع في المنطقة؛ لذا يجب استغلال قرارات القمة العربية الأخيرة -قمة القدس-، التي انعقدت في الظهران للضغط على المنظمات والجهات الدولية لاستصدار عقوبات دولية على نظامها ومؤسساتها المزعزعة للاستقرار والأمن مثل الحرس الثوري المصنف إرهابيًا في القائمة الأمريكية.