وأكد "الشريف" أن تحديد نقاط الفرز يساعد الجهات الأمنية وذات العلاقة في معرفة خط سير الحجاج المشاة باتجاه عرفات ووضع القوة المناسبة في تلك النقاط، موضحا أنه يكمن وضع الخطط بتحديد نقاط الفرز على احتواء الطرق من خلال إيجاد العديد من النقاط لاتخاذ الإجراءات النظامية للحجاج المخالفين ممن لا يحملون التصاريح النظامية لأداء الحج.
من جانبه نبه الباحث العقيد الدكتور محمد أبوعباة من المديرية العامة للدفاع المدني إلى أهمية التركيز على المؤشرات الإحصائية للخدمات الإنسانية بالحج في درء المخاطر بأماكن تجمع الحشود البشرية في موسم الحج للحد من وقوع الكوارث باستغلال الموارد وتوجيه الجهود نحو تحقيق الأهداف المنشودة، وعليه برزت أهمية الاستفادة من المؤشرات الإحصائية في تلقي المساعدات الإنسانية بهدف تحقيق درجة استجابة سريعة وفعالة تستهدف درء مخاطر الحشود البشرية بالاستعداد المسبق لها بما يؤدي للتلطيف من آثارها ويقلص من الأضرار التي تلحق بها ويوفر المساعدات والمعونات اللازمة للحياة الآمنة بالمشاعر المقدسة.
وأفاد بأن كفاءة وفعالية درء المخاطر تعتمد على عدد من المقومات والمبادئ الأساسية أهمها التنبؤ المسبق بالمخاطر المحتملة، وتنسيق الجهود بين كافة الأجهزة الأمنية، فضلاً عن تنسيق الجهود مع الأجهزة والمنظمات الأخرى ذات العلاقة، ووضع السياسات والخطط وتصميم النظم التي تؤمن توجهاً استراتيجياً لدرء أخطار الحشود وحسن إدارتها، وتوفير أنظمة للإنذار المبكر وتنمية أدوات التحليل والتنبؤ بالمخاطر، وتنظيم القوى وتحقيق التكامل بين الأنشطة المتعددة، وتوفير نظم المعلومات للعمل على تدعيم كفاءة وفاعلية اتخاذ القرارات.
وأكد أن درء مخاطر تجمع الحشود البشرية بالحج تستوجب التنسيق والتعاون المشترك بين المنظمات المعنية بإدارة الحشود؛ الأمر الذي يجعل المسؤولية جماعية، تتمازج فيه الأدوار والخبرات والجهود والقيادات المختلفة المعنية بإدارة الحالات الطارئة.
وخلص الباحث العقيد الدكتور خالد بن مريشد العتيبي من مديرية الدفاع المدني بمنطقة المدينة المنورة إلى ضرورة تقليص اللجان الرقابية في لجنة واحدة رئيسة ينبثق عنها لجان عدة وتحديد المهام للجهات الرقابية بكل وضوح مع زيادة التنسيق بين الجهات الرقابية على مباني إسكان الحجاج وتأهيل أعضاء اللجان الرقابية وتحديد أوقات زيارات المباني.
وتوصل إلى أن هناك ميزة للجان الرقابية، إذ تمثل الإدارات المختلفة ذات العلاقة وتساعد في التعاون في تنفيذ القرارات وتحسين الأعمال، لافتا إلى أن دراسة أظهرت عدم تأهيل بعض أعضاء اللجان و كثرة اللجان الرقابية على مباني إسكان الحجاج، إضافة إلى تذمر بعض المستثمرين من تداخل بعض أعمال اللجان وضعف التنسيق في بعض مجالات الأعمال الرقابية.
وطالبت الباحثة الدكتورة منيرة حمدان العصيمي من وزارة الصحة بدعم الخبرات المتبادلة وتبادل المعرفة عبر مختلف المهن الصحية من أجل توفير خدمات طبية مساعدة متميزة للحجاج عبر تسهيل العمل الجماعي وبناء الفرق، وتحفيز مجموعة القادة على حل المشاكل، وتطوير إمكانات التنسيق بين القطاعات المتعددة، عطفا على تنسيق طرق المراقبة والتحكم وعمل إطار لجمع البيانات وتوزيعها وتنويعها، واتخاذ مبادرات جديدة توفر الكثير من الخدمات الطبية المساعدة وتؤدي لسرعة الوصول والدعم.
وأشارت إلى أن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يشكل تحديا للذين يرتبطون بالحج جغرافيا رغم تباعد المسافات والحدود وتباين الثقافات، وأن عدم التعاطي التقليدي وعدم السعي لاستخدام أمثل للقوة البشرية يقسم ويعقد الجهود التي تسعى لمعالجة العديد من مكونات الحج الصحي وتنويعها، إضافة إلى اتخاذ مبادرات جديدة توفر الكثير من الخدمات الطبية المساعدة وتؤدي لسرعة الوصول والدعم.
واستعرضت الأكاديمية الدكتورة سمية عزت آل شرف من جامعة أم القرى فاعلية برنامج تدريبي لتنمية المهارات الإرشادية لدى المتطوعين العاملين في منظومتي الحج والعمرة، مبينة أن برنامج التحول الوطني 2020 حدد مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تم تخصيصها لوزارة الحج والعمرة، حيث بلغ عددها خمس أهداف بواقع 15 مؤشراً لقياس جودة الأداء في الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين مما يمكنهم من أداء فريضتهم بكل يسر وسهولة إضافة إلى إثراء رحلتهم الدينية وتجربتهم الثقافية.
وأفادت أن من أبرز الأهداف رفع مستوى الوعي لدى العاملين في منظومتي الحج والعمرة، والمحدد بمؤشر عددي للمستفيدين من البرامج التدريبية المقدمة للعاملين، حيث هدفت الدراسة الحالية إلى تقديم برنامج تدريبي لعينة من المتطوعين العاملين في منظومتي الحج والعمرة بغرض تنمية المهارات الإرشادية لديهم، واشتملت عينة الدراسة على 30 متطوعاً سعودياً (16 من الإناث , 14 من الذكور) تراوحت أعمارهم بين 25-35 عاما وكان لهم مشاركات تطوعية مختلفة مع بعض مؤسسات أرباب الطوافة.
وأظهرت النتائج الفعالية الايجابية للبرنامج المطبق على العينة مما يؤدي إلى تحسن ظاهر وملموس في مستوى الخدمات الإرشادية المقدمة من قبلهم. وأوصت بتقديم المزيد من البرامج التدريبية التي تعمل على تحسين أداء المتطوعين في الممارسات الصحية والدينية والإرشادية والتقنية وغيرها مما يساهم في مساندة الجهود المقدمة من العاملين في القطاع العام والخاص ويدعم الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في منظومتي الحج والعمرة.