يرتبط برنامج جودة الحياة بأول محاور الرؤية الوطنية (مجتمع حيوي) حيث يعمل على تهيئة البيئة اللازمة لتحسين نمط حياة الفرد والأسرة، ودعم واستحداث خيارات جديدة تعزز المشاركة في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والأنماط الأخرى الملائمة التي تسهم في تعزيز جودة الحياة، وخلق الوظائف، وتعزيز الفرص الاستثمارية وتنويع النشاط الاقتصادي، وتعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية.
كل تلك المنظومة تضاعف مسؤوليتنا الوطنية والتنموية بأن نرتقي أكثر بقدراتنا، ونتجه إلى سياقات تفكر وتبدع وتعمل وتبتكر، وتبدأ بتطوير الذات، إذ بدون رؤية ذاتية لما ينبغي أن يتحول إليه الفرد منّا في قدراته ورؤيته فإنه لن يواكب متطلبات مثل هذه البرامج؛ لأنها تحتاج لاستيعاب فكري، يحفز الفرد لأن يبادر ويكتشف؛ حتى يسهم بوعي أكبر في تنمية وتطوير قدرات بلادنا الغالية، لذلك نحتاج بالفعل إلى مواكبة أكثر فهما لضروريات التنمية الشاملة والمستدامة.
الخطوط التنظيمية لبرامج الرؤية ليست مجرد طموحات وطنية، وإنما هي في صميمها أدوار وطنية ينبغي أن نعيها ونعمل لأجلها بعزيمة وإرادة، فالكوريون واليابانيون بعد حروب طاحنة بدأوا من الصفر، وأنجزوا نهضة ماثلة كنموذج ملهم، فيما لا نبدأ من الصفر وإنما لدينا فرصة لأن ننطلق من حيث يتوقف الآخرون حاليا، اعتمادا على مقومات ضخمة وقوية، والرؤية هي خريطة الطريق التي تمضي بنا إلى ما يمكن أن يتجاوز غيرنا بقوة الإرادة والعزيمة.
[email protected]