ولا شك أن المملكة التي وقفت دائما ضد كل العمليات الإرهابية التي يمارسها النظام الإيراني في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وغيرها من الدول، أرادت بوضوح أمام أنظار العالم وسمعه أن تجهض كافة المؤامرات الخطيرة التي زاولها حكام طهران لتمزيق الوطن العربي وإشعال الحروب والفتن والطائفية في ربوعه المسالمة الآمنة في محاولة لتحقيق حلمهم التوسعي بإقامة الامبراطورية الفارسية المزعومة على أنقاض استقلال وحرية وسيادة دول المنطقة.
وعندما أيدت المملكة والدول الخليجية والعربية والإسلامية قرار الانسحاب الأمريكي من الاتفاقية النووية الإيرانية، فلأنه بكل ما جاء في تفاصيله يصب في قنوات المصالح العربية ومصالح دول العالم كافة، بتحجيمه هرولة النظام الإيراني نحو التسلح النووي من جانب، ولأنه من جانب آخر يحول دون استغلال النظام للاتفاقية لتغذية ودعم الميليشيات الإرهابية الطائفية في كل مكان.
ولطالما بقي الإرهاب بكل مساوئه ينخر في جسد العالم بزعامة النظام الإيراني المصنف دوليا بأنه الراعي الأول لظاهرة الإرهاب، فالانسحاب من الاتفاقية يعني فيما يعنيه الحيلولة دون تطوير النظام لأسلحته النووية ويحول دون استمراريته لتطوير برنامج صواريخه الباليستية التي ما زال يهدد بها أراضي المملكة ومقدسات المسلمين عبر أذنابه الحوثيين في اليمن الخاضعين لسيطرته وجبروته وطغيانه وظلمه.
وليس من الأسرار القول إن المملكة سوف تتصدى بقوة لإرهاب إيران؛ حماية لأراضيها ومقدسات المسلمين، وللحيلولة دون مضي حكام طهران في العبث بأمن واستقرار وسيادة دول المنطقة، وللحيلولة دون سريان ظاهرة الإرهاب في تلك الدول والعالم، وهو تصد مشروع لا بد من استمراريته؛ لوقف حياكة المؤامرات الإيرانية المزعزعة للاستقرار بالمنطقة من جانب، ولوقف سعي النظام المحموم لامتلاك أسلحة نووية يهدد بها دول المنطقة من جانب آخر.