فالسعودية أصبحت اليوم من دول العشرين وهو التجمع الذي يضم ثلثي التجارة العالمية و90% من الناتج المحلي الخام في العالم أجمع ويناقش اشد القضايا الاقتصادية والسياسية حساسية وأهمية. وأصبحت أيضاً ذات مكانة عالمية في الساحتين الاقتصادية والسياسية ولها ثقلها في المحافل الدولية. وأوجدت بنية تحتية تضاهي الدول الكبرى وتقدم خدمات طبية وتعليمية مجانية على أعلى مستوى. وغدا شعبها يعيش ولله الحمد في رفاهية يحسد عليها، كما أنها استثمرت في أبنائها من خلال ابتعاثهم للخارج للدراسة بالمجان.
أما على النقيض فقد تدهور الاقتصاد الإيراني بشكل مثير وتعرض البلد لعقوبات ومحاصرة بسبب الأعمال العدائية والإرهابية، وأصبحت الدولة منبوذة سياسياً وتتحاشاها اقتصادياً الشركات العالمية وانكمش دخل الفرد وتعرض الشعب الإيراني لضغوط اقتصادية حادة وبنية تحتية بدائية. وفي الوقت الذي ترسل المملكة أبناءها للدراسة في الخارج لحياة أفضل أرسلت ايران أبناءها والبسطاء من اتباعها إلى ساحات الحروب وزجت بهم في أتون الموت لتحقيق مآرب سياسية لم تتحقق منذ عقود بالرغم من إهدار أموال المواطن الإيراني وسحق اقتصاده.
إذا أردت أن تبني اقتصاداً فعليك بمن يملك قدرة في استقراء المستقبل بشكل صحيح، ليستثمر في الإنسان وفي الوطن لا من يهدر اقتصاده في طموحات سياسية ودينية وهمية لم ولن تتحقق.