يختزن عقل المثقف ذكريات عميقة في شهر رمضان، ولكن الأوضاع الجديدة والتغيرات التي طرأت على الشارع والمجتمع حالت دون استمرار أغلب طقوسنا الفولكلورية الخاصة، لكن مع هذا بقي لرمضان طعمه ونكهته الخاصة، «اليوم» رصدت أهم الممارسات التي يهتم بها المثقف وما يعنيه له شهر رمضان. رمضان والكتابة في البداية تحدث د. مصطفى الضبع، أستاذ البلاغة والنقد الأدبى بكلية الفيوم قائلا: «رمضان حدث مرتبط بذاكرة الجميع، فالصيام نفسه طقس مكتنز بكل ما هو تاريخي وديني وثقافي وإنساني ويظل للشهر ذاكرته الحية. وقال: على المستوى الفردي رمضان يعني لي مساحة تتيح مزيداً من القراءة ومزيداً من الكتابة والبحث فكثير من الموضوعات تكون مؤجلة تنتظر هذا البرنامج الرمضاني المفعم بالعمل في هدوء يليق بشهر كريم». تراث وذكريات وترى الكاتبة نبيلة محجوب أن المناسبات المختلفة والمناسبات الدينية وشهر رمضان على الأخص لا يختلف فيه المثقف عن أي إنسان آخر يسعى لاستغلال اللحظات تقرباً الى الله. وتختزن كل العقول ذكريات الماضي لكن المثقف يمسك بجذوتها مشتعلة في عقله وقلبه فذكرياته هي معينه الإبداعي وثروته الفكرية ومداده الذي لا ينضب مهما تغيرت الأدوات واختلفت المجتمعات واستجدت المستجدات لا يفرط في تراثه وذكرياته حتى المجتمعات لا تتخلى بسهولة عن تراثها، لذلك التغيير لا يحدث سريعا بالنسبة للأنماط الاجتماعية خصوصا المتصلة بالمناسبات الدينية لانها سلوك وممارسات نابعة من طبيعة المناسبة أو الحياة الاجتماعية. بقايا الذكريات وتمضي الشاعرة ليلى الأحمدي في استدعاء ذكريات رمضان قائلة: «في التسعينيات كانت طفولتي في إحدى حواري المدينة المنورة، والذكريات العبقة التي عايشتها في شهر رمضان لا حصر لها، ولكن ما تبقى يملؤنا شوقًا لكل ما كنا نراه ونسمعه وبقي يتردد في سمعنا صدى الأناشيد، وفي أعيننا صور المزاهر والمباخر وزينة رمضان التي تملأ الأزقة المتاخمة للحرم النبوي، حتى الأطعمة التي كنا نتذوقها في رمضان لا يزال طعمها في ألسنتنا، وفي هذا الزمن نعيش مع بقايا الذكريات ونحاول جاهدين التمسك بما بقي من طقوس وممارسات». تأملات رمضانية ويرى الشاعر احمد الحربي أن شهر رمضان له عالمه الخاص وله ثقافته الخاصة في كل البلاد الإسلامية لما يقدم فيه من برامج دينية تثري أيامه ولياليه، وتأثير رمضان الإيجابي على الحركة الثقافية قليل جداً، وليالي رمضان في كل بلاد الدنيا، له مذاقه الخاص في القرى والأرياف ويختلف عن المدن باختلاف العادات والطقوس الرمضانية في القرى عنها في المدن، ولم يختلف كثيرا عن ذي قبل وما زالت العادات كما هي في الزيارات المنزلية المتبادلة، وتبادل التهاني. تختزن كل العقول ذكريات الماضي لكن المثقف يمسك بجذوتها مشتعلة في عقله وقلبه، فذكرياته معينه الإبداعي وثروته الفكرية ومداده الذي لا ينضب مهما تغيرت الأدوات