• لا عليك، ستمتلئ المساجد بالمصلين، وستضج الشوارع بجموع الموظفين-الغاضبين وغير الغاضبين- من صيام 15 ساعة وكأن الجميع يلوم الجميع على ذلك، وستأتي لتلك المكاتب خاوية على عروشها، تسمع فيها صرير الأبواب، وصدى صوتك سائلاً عن «أين الموظفون؟» وكأن رمضان شهر الخمول والكسل، وليس شهر الجد والعمل!.
• لا عليك، ستزاحمني وأزاحمك في ممرات ذلك السوق الممتلئ بمختلف أصناف المأكولات، المشمولة بالتخفيضات، وسنختصم أمام المحاسبين، ونتضجر لطول صفوف الواقفين أمامهم، لنخرج بعد معركة من الشتيمة تخللها تبادل النظرات الاستعلائية، والزفرات الغاضبة، لنتجه إلى منازلنا حاملين راية النصر، في منافسة (العربة الممتلئة) بالمأكولات!.
• لا عليك، ستجد الباعة الجائلين، الذين أزاحتهم البلديات من أماكنهم قبل إطلالة الشهر الفضيل قد عادوا، والمتسولين الذين ضبطتهم الجهات المعنية قد تسيدوا في مناطقهم مطالبين إياك بالدفع وإلا تمسكوا بثيابك ومزقوا جيوبك!.
• لا عليك، ستنتشر موائد إفطار الصائمين، ومشروعات مراعاة المحتاجين، ومبادرات المتطوعين، وستشاهد الخيرين، يتنافسون على أبواب الأجر، وكأن الأجر يقف في هذا الشهر دون غيره.
• لا عليك، هذه المشاهد نراها كل عام في رمضان، وربما في غيره، هي مشاهد من الواقع، نقلتها لك، لذا.. لا عليك.
• أيها القارئ، لا عليك، فرمضان بتفاؤلك أجمل، وبعزمك على تحسين كل المشاهد السلبية الماضية أحسن، رمضانك قرارك، لا عليك ممن يشوش على نواياك، ولا تيأس ممن يدعي أن رمضان بلا طعم، فلن تذوق عناقيد العنب الجميلة، ما لم تكلف نفسك عناء الوصول إليها، ورمضانك كذلك، هو قرارك، هو اختيارك، هو رمضانك أنت!
• رمضانك أنت تصنعه، بمبادرتك وحرصك، بمشاركتك ووقتك، بعبادتك وبذلك، رمضانك يكتمل بك أنت.
• نعم.. نضجر من المظاهر السلبية، وتضايقنا المواقف غير الإيجابية، لكنها لن تنتهي إذا مارسنا معها التذمر، فلنبادر، ونجعل من هذا الشهر نقطة انطلاقة نحو غدٍ أفضل، والتغيير يبدأ بنية، تتبعه إرادة، ولا عليك.. سيكون رمضان أفضل.