عندما نركز على الإنسان فإننا نوظف التخطيط والتصميم لتوفير جميع احتياجات الإنسان لنتعداها إلى ما يدعو للبهجة والسرور ويرفع من جودة الحياة والرفاهية. هناك أمور كثيرة قد نرضى فيها بالحد الأدنى ونتنازل فيها عن جودة التنفيذ حتى أصبحنا نرضى بالقليل ونفرح عندما يتعدى ذلك بقليل. تعودنا أن طموح ذائقتنا البيئية متواضع ومدننا في الغالب لا تساعد في رفعها.
إن أنسنة المدن، تعنى بالدرجة الأولى بالفضاء العام وتشكيله ليتناسب مع احتياجات وتطلعات السكان من جميع فئات المجتمع. فيشمل ذلك على سبيل المثال توفير الحدائق والمسطحات الخضراء والأرصفة والإنارة والفن العام بشتى أنواعه. تتناغم هذه العناصر لتوفر بيئة جاذبة تشجع على استخدامها وتوفر الفرص للعيش المتناغم في دوائر اجتماعية مختلفة. توفير بيئة آمنة وجاذبة ومتنوعة يشجع كذلك على المشي الذي يحسن الصحة ويبهج ويوفر أحد طرق التنقل داخل الأحياء. إن الأنسنة تعترف بالإنسان وتحترمه، وهذا الاحترام يتحول إلى عنصر أساسي في التصميم. فقد نغطي مساحات كبيرة بالعشب دون تصميم يذكر ونوزع ألعاب أطفال وأماكن جلوس تم اختيارها من كتالوج دون تفكير في الاختيار أو التوزيع ودون محاولة التميز والإحسان في العمل. وفي المقابل، يمكننا أن نتفاعل مع سكان الحي ونفهم احتياجاتهم من خلال سؤالهم ومشاوراتهم فيما يقدم من تصاميم ليشعروا من خلال المشاركة بتقدير لهم وملكية للفضاء تساعد لاحقا في المحافظة عليه والاستشعار بالمسؤولية تجاهه عدا أن أن ما ينتج عن التصميم التشاركي هو أقرب لما يرغبون ويحتاجون. إن الاهتمام بالإنسان من خلال رؤية المملكة ٢٠٣٠ وبرنامج جودة الحياة ٢٠٢٠ ومؤخرا مؤتمر أنسنة المدن يبشر بالخير ويوجه المسؤولين ومتخذي القرار بوضوح. كل منا يعرف ما قد يدخل البهجة إلى قلبه وعندما نسأل عما نفضل لدينا الجواب. هناك فرص كثيرة لزيادة رفاهية العيش داخل الأحياء والسكان لا بد أن يكونوا جزءا أساسيا من تحقيق هذه الفرص.
[email protected]