ولغض البصر عما حرم الله جملة فوائد، منها: أنه امتثال لأمر الله تعالى، الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده وأنه يمنع وصول أثر السهم المسموم، الذي ربما كان هلاك قلبه فيه ويورث القلب أنسا بالله سبحانه، لأن غض البصر لا يكون إلا باستحضار الخوف من الله، وعملا بما نهى عنه، وهذا الاستحضار هو بمعنى ما ذكر الله، وقد قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} (الرعد:28).
ويقوي القلب ويفرحه، ويكسبه نورا، وقد قال بعض السلف: «من حفظ بصره أورثه الله نورا في بصيرته» ويورث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل، والصادق والكاذب ويمنح القلب شجاعة وقوة، فيجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة، وسلطان القدرة والقوة ويسد على الشيطان مدخله إلى القلب، ويفرِغه إلى مصالحه والاشتغال بها.
وعليك أيها الشاب المؤمن ألا تيأس ولا تستسلم، ولو أغراك الشيطان، فحملك على الدخول إلى موقع إلكتروني، أو سول لك النظر إلى صورة خليعة، أو فتاة فاتنة، بل عليك أن تلزم الاستغفار، وتجعله على لسانك ليل نهار، فللاستغفار سر عجيب، في محو آثار النظر، وصفاء القلب، وتجديد العزيمة، وبسط سلطان السعادة على النفس، والمؤمن مأمور بغض بصره عما حرم الله عليه في الأحوال والأزمان كافة، وخاصة في شهر رمضان.