يمكن القول، بطمأنينة وثقة مطلقتين، إن ما يدور على مشارف الحديدة يرسم الفصل الأخير من فصول تحرير اليمن، ذلك أن قوات الجيش اليمني والمقاومة، بإسناد من تحالف الشرعية وفقا لخطة التحرير الواسعة، أضحت تسيطر سيطرة تامة ومحكمة على مجريات العمل العسكري، وأن عملية «النصر الذهبي» سوف تلحق بالميليشيات الحوثية هزيمة ساحقة لتعلن الشرعية بعدها انتصارها النهائي المظفر على قوات البغي والطغيان والجبروت المدعومة من قبل النظام الايراني الدموي الذي خسر أوراق رهانه على انتصار مزعوم بدعمه الانقلابيين على أرض اليمن التي تزداد غليانا تحت أقدام تلك الميليشيات الجائرة وأذنابها.
الحرب الفاصلة التي يخوضها الجيش اليمني بمساندة قوات التحالف تكتب اليوم عبارات النصر المؤزر على أراضي اليمن بعد أن ركب الانقلابيون رؤوسهم ورفضوا الانسحاب من الحديدة وتسليم مينائها، وقد أعطت العملية المشتركة الحالية فرصة سانحة للحوثيين للقبول بحل سياسي غير أنهم رفضوا ذلك فكان من الضرورة اللجوء الى الحسم العسكري بعد أن وصلت الأمور في الحديدة الى درجة الكارثة الانسانية، ورغم ذلك فان الشرعية بمساندة قوات التحالف لن تلحق الضرر بالمدنيين العزل في المحافظة وهي تقوم بتحريرها.
ورغم لجوء الحوثيين لاستخدام المدنيين كدروع بشرية لحمايتهم الا أن الخطة الموضوعة لتحرير الحديدة ملتزمة بفتح الممرات الآمنة للمدنيين والعمل على تحرير المحافظة بمينائها ومطارها ضمن عملية عسكرية واسعة سوف تلحق أفدح الخسائر بين صفوف الانقلابيين، فالمعركة الدائرة بفصلها الأخير سوف تتجنب المناطق المدنية وتضمن تحرير المحافظة دون خسائر بشرية في صفوف المدنيين لتخلص الميناء اليمني من قبضة الميليشيات الحوثية التي طالما فرضت الإتاوات على الواردات لتمويل برامج الحرس الثوري الايراني في اليمن.
عملية النصر الذهبي الدائرة حاليا في الحديدة سوف تحرر المحافظة بالكامل، فالتقدم سريع باتجاه المطار والميناء ولن يتمكن الحوثيون بعد هذه العملية من التحرك في ضوء سيطرة الشرعية على الأرض وفي ضوء الغارات الجوية المكثفة على مواقع وتجمعات الميليشيات التي بدأت تشعر بالاختناق والهزيمة، فالنصر المؤزر أخذ يلوح على الأرض اليمنية التي أخذ سكانها يتنفسون الصعداء وهم يرون بأم عيونهم علامة النصر التي تشكل في حجمها فارقة في نضال الشعب اليمني لاستعادة شرعيته المختطفة من قبل أولئك المارقين ومن يقف خلفهم.