وفي السياق، بدأت عمليات تطهير المناطق المحررة من الألغام التي زرعتها الميليشيات، مترافقًا مع اشتباكات عنيفة من الناحية الشرقية للمطار بعد الدوار الكبير باتجاه جولة المطاحن، حيث أصبحت القوات المشتركة على بُعد أمتار من برج المطار؛ ما ينبئ بسقوطه قريبا في قبضة القوات المشتركة.
وبدأت ألوية من الجيش اليمني بتمشيط الجيوب وقطع الطريق الرئيسي الرابط بين صنعاء والحديدة، وذلك تحسبًا لإعاقة تقدمها بعد زراعة الميليشيات كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة.
وسقط 30 قتيلًا من عناصر الحوثيين بين منطقة الخوخة والطريق الساحلي، في ظل الانكسار والهلع الذي أصاب قياداتها الميدانية؛ ما جعل عناصر الميليشيات متخبطة وتقاتل بطريقة فردية وعشوائية.
لقاء التحالف
ومن جانبه، عبّر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خلال لقائه أمس في العاصمة المؤقتة عدن، قائد قوات التحالف العربي في عدن العميد محمد خميس الحساني، ونائبه مصلح الثبيتي وعدد من الضباط من القوات السعودية والإماراتية،عن تقديره وامتنانه للموقف الثابت الذي اتسموا ويتحلون به في دعم أشقائهم اليمنيين والمساندة الميدانية الفاعلة في مختلف الجبهات والإسهام في ترسيخ الأمن والاستقرار المنشود.
وقال الرئيس اليمني: وجودكم مع إخوانكم اليمنيين شرف كبير للجميع وجسّد الروابط الأخوية في أروع وأنقى صورها؛ وأكد حتمية روح المصير الواحد بين اليمن وأشقائه في الخليج العربي.
فيما أكد قائد قوات التحالف العربي في عدن ونائبه وعدد من الضباط المضي قدمًا وبثبات لتحقيق أهداف «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» لنجدة ودعم أشقائهم في اليمن وترجمة لتوجيهات قيادتهم الرشيدة.
وصول غريفيث
في غضون ذلك، وصل مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث إلى صنعاء، السبت، في حين استبقت ميليشيات الحوثي الانقلابية، الزيارة بمهاجمته وانتقاد دوره واتهامه بالفشل.
وكشفت مصادر أممية أن زيارة غريفيث، وهي الثانية خلال أقل من أسبوعين، للقاء قادة الميليشيات الانقلابية، تأتي كمحاولة أخيرة لإقناعهم بتسليم مدينة الحديدة، غير أن المبعوث الدولي لم يدل بأي تصريح لدى وصوله إلى صنعاء، وغادر المطار فورًا متوجهًا إلى المدينة للاجتماع بقادة المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة، وعلى مدينة الحديدة منذ 2014.
وتضم الحديدة ميناء رئيسيًا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية التي تصادرها الميليشيات وتتاجر بها، إلى جانب استغلال الميناء في تهريب الأسلحة والصواريخ الإيرانية؛ ما يطيل أمد الأزمة ويهدف لزعزعة استقرار أمن المملكة والمنطقة.
وستمثل السيطرة على مدينة الحديدة؛ أكبر انتصار عسكري لقوات الشرعية في مواجهة المتمردين المدعومين من ملالي إيران، منذ استعادة قوات الجيش الوطني اليمني خمس محافظات من أيدي الحوثيين في 2015.
سلامة الموظفين
أكدت الحكومة الشرعية التزامها باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان سلامة موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
جاء ذلك في خطاب وجّهه وزير الخارجية اليمني، خالد حسين اليماني إلى رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدى اليمن فرانسوا مورايو.
وقال اليماني: إن وزارة الخارجية وبقية الأجهزة الحكومية المعنية على استعداد للتعامل مع أي شكاوى أو عراقيل أو مخاوف تعيق مهام فرق الصليب الأحمر ومعالجتها، وأكد اليماني من جهة أخرى أن الحادث المؤسف الذي استهدف الموظف الإغاثي حنا لحود لن يؤثر على العمل الإنساني النبيل للصليب الأحمر في تعز خصوصًا وفي اليمن عمومًا.
وفي شأن منفصل، نقلت صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية عن مصدرين عسكريين قولهما: إن قوات فرنسية ستنفذ عملية كسح ألغام في اليمن، ليتسنى الوصول إلى ميناء الحديدة ، ليبدأ التحالف عملياته الإنسانية بمجرد أن ينهي معركته العسكرية. وكانت فرنسا قد قالت امس انها تدرس مهمة لإزالة الألغام في الحديدة.
وكانت وزارة الدفاع الفرنسية قالت الجمعة: إن فرنسا تدرس إمكانية تنفيذ عملية كسح ألغام ليتسنى الوصول إلى ميناء الحديدة بمجرد انهاء العمليات العسكرية.
وأعلنت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا في جلسة مجلس الأمن المنعقدة قبيل يومين، عن دعمها لمهمة التحالف العربي في عملية تحرير الميناء اليمني، فيما رفض المجلس تحركًا بوقف فوري للقتال حول الميناء الإستراتيجي.