الى متى تظل الاحداث الرياضية بحلوها ومرها وايضا الفنية بما فيها من وضاعة الاقرب لقلوب وعقول السواد الاعظم من البشر!!
ايمكن لنا القول ان العصر الذي نعيشه واقعا ومافيه من تناقضات قد تجعل من يأتي بعدنا قادرا على تسمية ذلك الزمان العجيب!! هي من قد ساهم فعلا في ان اصبحت الشريحة الكبرى منا حينما تهم بقراءة الجريدة فانها تتناولها من وسطها او آخرها باحثة عن الصفحة او الملحق الرياضي والفني لمتابعة مايحويانه من اخبار.. في درجة عالية من الحرص والاهتمام يقلان في مداهما تدريجا حتى درجة الصفر مع باقي الصفحات الاخرى وان تنتقل تلك العدوى حتى في التعامل مع التلفاز بان اضحت اصابع اليد لا تعرف سوى تلك القنوات الرياضية المتخصصة او القنوات الاخرى التي ارتبطت بالفن المنوع والتي ماتعرضه في الغالب ليس له علاقة بالفن.
قد يكون المبرر في ان العين بالرغم من صعوبة الشعور بالالم والقهر قد الفت ان ترى البيوت تهدم على رؤوس قاطنيها والطفل البريء يرشق الدبابة بالحجارة والامهات تطلق الزغاريد في مسيرات الفرح على ارواح ابنائهن الشهداء من اجل العرض وتراب الوطن وفي الوقت ذاته الفت ايضا ان تقرأ عن زوجة نحرت زوجها من اجل عشيقها وام فرطت في ابنائها من اجل حبها الاول واب حرق زوجته امام اطفالها لانها وضعت يدها في حافظة نقوده ورجل منحل اغتصب طفلة و..و..الخ.
ربما هذا التناقض شاسع المساحة بين الفعل الشريف والدنيء جعل القلب يتحجر فلم يعد الزمان برمته بالرغم من مره والمه وقساوة نشراته الاخبارية الموجزة والمطولة خاليا يثير الدهشة او يندى لها الجبين وان حدث ذلك بعض الشيء فان الهم باكمله يزال من خلال اللجوء لمشاهدة مباراة او حوار رياضي او فيلم او حوار فني او اغنية مصورة (فيديو كليب).
التوجه من ذلك الجانب ليس فيه تقليلا من شأن السياسة واحداثها ورجالاتها بقدر ماهي قناعات في الانفس ان هذا الجانب بحر غزير محفوف بالمخاطر يمتد ويجزر وفق معطيات كثيرة والغوص في اعماق طلاسمه ليس مضمونا في ان يأتي باللؤلؤ او صغار السمك من على السيف.
لذا وبكل قناعة كان الحب له ضعيفا لا يستهوي الكثير للخوض في امواجه المتقلبة.. بل ان مثل هذا الفعل قد يعتبر مضيعة للوقت في ظل جلسة سمر في ديوانية او مقهى كونه لا يساعد بكل المقاييس على زفير الهم والغم من الصدور.
نفس الحال اظنه يندرج على الاقتصادية منها.. باختلاف نسبة الحب فهي كبيرة جدا لكنها بكل مقاييس القناعة ظلت واقعا حبا من طرف واحد.. حيث القليل جدا من بادلهم هذا الجانب حبه فحرصوا على متابعة سوق الاسهم المحلية والدولية والنشرات الاقتصادية.
اعتقد ان الطرق لبحث هذا الموضوع من كافة جوانبه يحتاج الى ماهو اكبر من هذه الزاوية مساحة وقلما.. لكن حاولت ان اجير قلمي البسيط في شأنه لتناول هذه الجزئية حتى اشعر بقيمته كونه من وجهة نظري حتى وان قبلنا ان تبقى القلوب اكثر قساوة في حدتها وتعاملها وهذا بطبيعة الحال امر غير منطقي.. الا انه اخف حدة واقل وطأة من ان تتسكر العقول فنرى الاهتمامات وكأنها قد انصبت وانحصرت بين الشباب فئة الذكور في كيفية قصات الشعر وما يصاحبها من ملابس تمزقت بفعل فاعل بغرض التباهي الى آخر ذلك حتى الوصول للماكياج الذي اظنه كان اسوة بما يكل جاكسون.. وفئة الاناث قد تخصرت بتلك العباءات اسوة بمن غير معروف.
عزيزي القارئ لمعرفة السبب وراء اختياري لهذا الموضوع تحديدا.. انه كان عطفا على ذلك السؤال الذي طرحته على احد اصحاب تلك التقليعات السخيفة في فكرتها هل تعرف ماذا تعني (كلمة ساما؟) وبالرغم من التأكيد على (كلمة) ضمن السؤال اتت الاجابة بفلسفة مصدرها الثقة اظنه سوماليا لاعب الهلال بينما هي في حقيقتها الاسم التعريفي المختصر لمؤسسة النقد العربي السعودي!!