بالطبع قد نجد البعض من يتمتم بتذمر: «ولكني لم أجد إلا كما هائلاً من الابتلاءات التي لا تطاق ولا تتحملها نفسي».
ذلك الجزع ليس فقط يوشك على الاعتراض فقط، وإنما ينسيهم أن أشد الناس بلاء هم «الأنبياء» ثم الأمثل فالأمثل.
إن الحقيقة الكونية التي قد نغفل عنها جميعنا يا أعزائي: «ما من أحدٍ في هذه الحياة إلا ويعاني، بشكل كان مقلٌّ أو مكثر» فمنهم من يُبتلى ببدنه، ومنهم من يبتلى بماله، ومنهم بفقدان عزيزٍ عنده.
وهذه محزونة لأنها لا تنجب، وذلك قلق لأن أولاده عاقون، ولربما الأخرى بكت وولت بأمرٍ لم يوفق معها، وتلك قد ابتليت بزوجٍ أشقاها وأتعسها.
نعم، إنها الحياة لا ثبات ولا استقرار ولا راحة أبدية فيها، إلا تلك السويعات والأيام النسبية التي ستؤول إلى الزوال يوما ما.
لقد أدركنا من الصعاب معنى (الصبر) الذي معه ننتظر طويلاً ليتبين لنا ولو بعد حين مبتغانا بشكل واضح، راجين العبرة في الخواتيم.
وهذا ما تلمسته من موقف عنترة مع الرجل الذي قال له: ما السر في شجاعتك يا عنترة وأنت تغلب الرجال؟
فقال عنترة: ضع إصبعك في فمي وخذ إصبعي في فمك. وعض كل واحد منهما الآخر، فصاح الرجل من الألم ولم يصبر، فأخرج له عنترة إصبعه. وقال: بهذا غلبت الأبطال.. أي بالصبر والاحتمال.
لذلك اقتضت حكمة الله أن تكون حياتنا مزيجًا من السعادة والشقاء، واللذة والألم لتختلط الكثير من ألوان ذلك المزيج بالتعقيدات التي ربما تؤثر علينا وتصب في نفوسنا شيئا من الهم، ولكن مع الصبر سنجد الله - سبحانه - خصه لعباده من البشر دون غيرهم فهو خُلق لا يوجد في الملائكة؛ لأنهم مفطورون على طاعة الله.
ولهذا فإن خير ما تواجه به تقلبات الحياة ومصائبها أيها الإنسان، الصبرعلى الشدائ؛ لأنه سيأتي الفرج بعد الضيق واليسر بعد العسر بإذن الله وينال الصابر جائزة صبره.
لقد أدركنا من الصعاب معنى (الصبر) الذي معه ننتظر طويلاً ليتبين لنا ولو بعد حين مبتغانا بشكل واضح، راجين العبرة في الخواتيم