يعد المدرب إحدى الركائز الأساسية في منظومة كرة القدم، حيث يحظى اختياره باهتمام كبير لدى الأندية المتفوقة في العالم، وتتسم عملية الاختيار بمهنية عالية مما يزيد من فرص نجاح المدربين والوصول بالأندية إلى تحقيق أهدافها.
بينما في المقابل نجد أن اختيار المدربين في أنديتنا لا يخضع لمعايير مهنية، ويتركز على نقطتين أساسيتين، هما السيرة الذاتية وجنسية المدرب، فالاختيار عن طريق السيرة الذاتية غير كافٍ فالـ (cv) يقيس جانبا واحدا وهو جانب النتائج لدى المدرب، التي تعطي انطباعا مختلفا حينما تخضع للتحليل الدقيق فلو عقدنا مقارنة بين مدرب الهلال خوان براون ومدرب الفتح فتحي الجبال، فكلاهما حققا الدوري مع فريقيهما وسجلا البطولتين في سيرتيهما الذاتية، لكن لو أخذناها بنسبة مئوية فبراون نسبة مساهمته في البطولة لا تتجاوز 12% بينما فتحي الجبال أسهم فيها بنسبة 100% على اعتبار عدد المباريات، التي قاد فيها كل منهما فريقيهما فلا يمكن أن يتساويا في التقييم فالاعتماد على السيرة الذاتية وحدها في الاختيار من اكبر الأخطاء، التي يتكرر حدوثها في أنديتنا.
أما المعيار الثاني، الذي تعتمد عليه الأندية عند عملية الاختيار وتوليه أهمية بالغة، فهو جنسية المدرب، فالنجاح والكفاءة المتميزة لا تحكمها جنسية محددة لكن هذه الحقيقة، التي لمستها أثناء عملي كوكيل لاعبين فعند نجاح مدرب من جنسية معينة تجد أنديتنا تتسابق نحو هذا البلد متناسين أن النجاح لا يخلقه مدرب ولا جنسية، بل منظومة عمل متكاملة تتناغم فيما بينها لتحقق الهدف.
وأرى أن هناك عدة معايير يجب أن تراعى عند عملية اختيار المدرب وأهمها تكوين لجنة من أربعة أشخاص مهامهم مختلفة كرئيس النادي ومستشار فني ومستشار مالي وخبير تفاوض لكل منهم عمله أثناء دراسة ملف المدربين، التي يجب أن تخضع لمعايير محددة أهمهما تحليل السيرة الذاتية للمدرب بشكل علمي، ثم اختيار مدرب يتناسب مع الهدف الذي ينشده النادي، وكذلك دراسة الجانب المهني للمدرب، وفلسفته التدريبية، والقدرة على إدارة المباريات واتخاذ القرارات الصائبة وهذه الأمور لا يكشفها الورق بل الميدان.