قال لي أريد أن أتزوج امرأة ولكنها مطلقة فهل ينجح هذا الزواج؟ قلت له: نعم، بكل تأكيد ينجح، لو راعيت أربعة أمور في مرحلة الخطوبة، وعشرة أمور عند اتخاذ قرارك بالزواج من امرأة انفصل عنها زوجها، وهذا الكلام ينطبق حتى على الرجل المطلق كذلك، قال: وما الأمور الأربعة التي ينبغي أن اراعيها وقت الخطوبة؟ قلت: أولا، لابد أن تعرف سبب طلاقها، هل كان بسب جهلها بإدارة زواجها الأول أم بسبب ظلم وقع عليها من طليقها؟ وهل هي التي طلبت الطلاق أم هو طلقها؟ فمعرفة أسباب الطلاق مفيدة لك، ولا يشترط معرفة التفاصيل الدقيقة ولكن يكفي معرفة الخطوط العريضة. وثانيا، تعرف على أخلاقها فربما كان طلاقها الأول بسبب طول لسانها وعنادها وتمردها على طليقها، فهذا سيفشل زواجك. وثالثا، لابد أن تكون أنت مقتنعا بمبدأ الزواج من مطلقة حتى لو انتقدك أهلك أو أصدقاؤك بعد زواجك فتعرف كيف ترد عليهم وتتعامل معهم. ورابعا، أن تتأكد من أنها تسعى لنجاح زواجها الجديد وتريد الزواج عن قناعة لا من أجل أن تثبت لطليقها أنها مرغوب فيها.
قال: أنا لم أفكر بهذه الطريقة ولم أحسب حساب هذه النقاط المهمة ولكن ماذا عن العشرة أمور التي لابد أن أراعيها عند اتخاذ قرار الزواج من مطلقة، قلت: أولا، لا بد أنك تعرف أن المرأة المطلقة تعرضت لكسر في قلبها وتم جرحها جرحا مؤلما، فكن أنت حلمها وأمنيتها في ترميم كسرها وساعدها بتعزيز الثقة بنفسها من خلال مدحها بشكل ايجابي، وثانيا، حاول أن تبني الثقة تجاه زواجكما، وهذا دورك أنت لأنها قد تكون في حالة خوف ورعب من تكرار عدم نجاح تجربتها الأولي، وثالثا، انتبه لمسألة أن بعض المطلقات يكون لديهن كره للرجل وللرجال جميعا وخاصة إذا تعرضت لظلم كبير من الرجل، سواء كان والدها أو طليقها فلو وصفتك أثناء غضبها بأوصاف نابية، فلا تنفعل واصبر عليها وحاول أن تعطيها صورة أخرى تختلف عن الصورة التي تعرفها هي عن الرجال.
ورابعا، حاول أن تعزز الجانب الإيماني في حياتها وساعدها على الحرص على الصلاة وتقوية علاقتها بربها فإن ذلك ينعكس على نجاح زواجكما. وخامسا، حاول بين فترة وأخرى أن تسألها عن شعورها وأحاسيسها تجاه الزواج حتى تخرج ما في نفسها فترتاح وتطمئن، وسادسا، احترم عقلها ورأيها وشخصيتها ولا تقلل من شأنها فإن فعلت ذلك أعطتك كل ما تملك وضحت من أجلك، وسابعا، حاول أن توثق وتصور اللقطات الجميلة معها، لأنها لديها سابقة من زواج غير ناجح وتعيش مخاوف عدم نجاح زواجها، فالذكريات الجميلة معها تمسح كل مخاوفها وتبث فيها التفاؤل وتجعلها تنظر للزواج بطريقة ايجابية، وثامنا، ابتعد عن القسوة وخاصة إذا هي تعرضت للقسوة من الزواج السابق حتى لا ترى زواجها الجديد مثل القديم فتكرهك من كراهيتها لطليقها وتنظر لكما كأنكما وجهان لعملة واحدة، وتاسعا، عدم تذكيرها بزواجها السابق ولا تعيرها بوصف مطلقة وكأنك تهينها أو تقلل من شأنها، فالطلاق ليس عيبا بل قد يكون قوة وانطلاقا ونجاحا لها وخاصة عند حدوث المشاكل بينك وبينها، عاشرا وأخيرا، لا تحرص على جمع المعلومات عن زوجها السابق وخاصة في العلاقة الخاصة بينهما حتى لا تثير الغيرة عندك.
وتذكر أن أكثر زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- إما مطلقات أو أرامل، فالزواج من المطلقة انطلاقة ونجاح، ففي كثير من الأحيان يكون طلاق المرأة قوة وانطلاقة لها، ومن ميزات المطلقة أن مساحة الصبر وتحمل المشاكل وفهم احتياجات الزوج وحرصها على نجاح الزواج يكون عندها أقوى وأنضج، كما أن خبرتها بالحياة أكثر من البنت وتعرف كيف تدير شؤون المنزل وهي أكثر حكمة ولكن المهم أن تحبها أنت بصدق فإنها تفديك بنفسها لو شعرت بذلك.