الأمثلة في هذا الجانب للمشاريع الثقافية التي أسسها رجال أعمال عديدة من بينها على سبيل المثال لا الحصر منتدى إثنينية عبدالمقصود خوجة بجدة، ومؤسسة سعود عبدالعزيز البابطين الثقافية بالكويت وغيرها الكثير. ويضاف إلى ذلك الجهود الفردية في اقامة متاحف خاصة لحفظ المقتنيات والآثار المنتشرة في مختلف مدن المملكة.
هذه الأنشطة وأمثالها ساهمت وتساهم بكل تأكيد في دعم العمل الثقافي وتدوير برامجه، كما أن العديد من المنتديات الثقافية التي ينظمها بعض رجال الأعمال والحوارات والمطبوعات التي تنتج عنها تشكل روافد مهمة للنشاط الثقافي في المملكة.
وعلى الرغم من التحفظ الذي قد يبديه من يرون أن العمل الثقافي ينبغي أن يكون مستقلًا عن أي تأثير ناتج عن دعمه ماليًا، لئلا يؤثر في توجهاته، إلا أن مجال الثقافة واسع وكبير وقابل لاستيعاب مختلف هذه الاتجاهات. وبالعكس فان مشاركة رجال الأعمال في الشأن الثقافي تجعلهم أكثر قربًا من قضايا وشؤون المجتمع في حركة تبادلية مشتركة. وقد يتردد بعض رجال الأعمال عن المساهمات الثقافية؛ لكونها ليست ذات مردود رأسمالي، متناسين ما توفره الاجواء الثقافية من مكانة ودور اجتماعي بارز.
لا شك ان هناك الكثير من المجالات والأنشطة الثقافية التي يمكن لرجال الأعمال المساهمة فيها، وخاصة في هذه المرحلة المهمة من تاريخ وطننا، فمن بين المشاريع المهمة مشروع تراجم لبناة الوطن من الرجال الذين ساهموا في ذلك، وانشاء مراكز للتراث الشعبي في كل محافظة، ودعم ورعاية المهرجانات التراثية، ورعاية المبادرات الثقافية الصغيرة في كل المناطق، واطلاق المسابقات الثقافية في الشعر والأدب وطباعة الكتب، وانشاء مؤسسات تعنى بتشجيع المؤلفين الصغار.
المجالات الحديثة التي بدأت تأخذ مجالاتها في المملكة مهمة ايضا كالانتاج الفني والسينمائي والأعمال المسرحية المتعددة والمعارض الفنية بأنواعها ومختلف أنواع وأشكال العمل الثقافي، فهو بحاجة إلى تطوير يتناسب مع التطورات المتسارعة في بلادنا. وقد يحتاج ذلك لايجاد صيغ عمل تنسيق مناسبة تجمع بين المال والثقافة، وتثمر لتحقق تطورًا نوعيًا في النشاط الثقافي بشكل عام.