وتهدف هذه الإستراتيجية إلى حماية القوات العسكرية من الهجمات في المواقع المعزولة والضعيفة، والتركيز على حماية المدن الكبرى مثل العاصمة والمراكز السكانية الأخرى.
ويشبه هذا إستراتيجيات تبنتها إدارتا بوش وأوباما في التعامل مع تلك الحرب المستمرة منذ 17 عامًا، وسوف تضمن حماية القوات الحكومية للعاصمة والمدن الكبرى مثل قندهار وقندوز ومزار الشريف وجلال أباد.
وتقول «نيويورك تايمز»: رغم تواجد قوات من دول حلف الأطلنطي وأمريكا، ظلت طالبان تسيطر على المناطق القروية والمعزولة، واستمر النزاع إلى ما لا نهاية.
وبعد انتهاء العمليات القتالية في 2014 انسحبت القوات الأمريكية إلى المدن الرئيسية، تاركة الأفغانية للدفاع عن المواقع البعيدة، لكن في الأشهر التالية سقط العديد من تلك المواقع في يد طالبان.
وقال الرئيس ترامب، عند إعلان إستراتيجيته للحرب العام الماضي: إن مسلحي طالبان وتنظيم «داعش» ليس لديهم مكان يختبئون فيه، ولا يوجد مكان بعيد عن متناول قواتنا وأسلحتها.
ووفقًا لتقديرات «سي آي ايه»، فإن ربع سكان أفغانستان يقطنون المناطق الحضرية، ويبلغ عدد سكان كابول أربعة ملايين نسمة، وهي أكبر مدينة، بينما يعيش معظم الأفغان في المناطق النائية والريفية الشاسعة.
ومن بين 407 مقاطعات، تسيطر الحكومة على 229 مقاطعة، وطالبان على 59، فيما توجد 119 أخرى متنازع عليها وفقًا لمكتب المفتش العام المسؤول عن إعادة الإعمار.
من جانبه، قال الجنرال الأمريكي المتقاعد الذي ساعد في تدريب القوات العراقية، بول إيتون: عندما يكون لديك خسائر واسعة في الأرواح والعتاد، هنا يمكنك القول: إننا بحاجة إلى نتيجة سياسية، وأضاف: إن الخطة الرامية لجعل الجيش الأفغاني يتخلى عن المناطق غير المأهولة والتمركز في المدن، هي مقاربة عقلانية لتأمين المدن وإتاحة الفرصة للحكومة الأفغانية للعمل على وضع حل سياسي وسلام مع طالبان.
وفي عام 2009 حددت وثيقة الجيش تحولًا من مهاجمة العدو في المناطق النائية إلى حماية وتطوير المراكز السكانية الرئيسية في المدن بشرق أفغانستان، وتأتي هذه الإستراتيجية الجديدة لتشبه ما قام به أوباما عندما بدأ سحب القوات الأمريكية من الخطوط الأمامية في 2014.
ولطالما دعا ترامب لإنهاء الحرب في أفغانستان، مع موافقته في ذات الوقت على نصيحة وزير الدفاع جيم ماتيس بإرسال 4000 جندي إضافي في محاولة لتحقيق النصر.
وتوجّه إدارة ترامب الدبلوماسيين الأمريكيين لإجراء محادثات مباشرة مع طالبان لإنهاء الحرب.
ويعد هذا تحولًا كبيرًا في السياسة الأمريكية، وسيكون بمثابة تمهيد لانسحاب قواتهم من أفغانستان في نهاية المطاف.
ولم تؤكد الخارجية الأمريكية إجراء مفاوضات، لكنها لم تنفِ حدوثها، وقد شاركت فيها كبيرة الدبلوماسيين الأمريكيين في آسيا أليس ويلز ومجموعة أخرى، فيما قال مكتب الرئيس الأفغاني: إنه يرحّب بأي دعم لجهود السلام.