واضاف والدهاوزر من مقره في المانيا: نحن لن نذهب بعيدا والولايات المتحدة ستظل تحتفظ بالحق في العودة من جانب واحد لحماية مصالحها.
وتعتمد الخطة على تخفيض عدد القوات الخاصة بنسبة 25% على مدى 18 شهرا، وبنسبة 50% على مدى ثلاث سنوات، ولن يبقى في النهاية سوى 700 جندي وهو نفس العدد الذي كان موجودا فى 2014.
وقال مسؤولو وزارة الدفاع: انهم يتوقعون ان تقلص معظم القوات وتخفض البعثات من وسط وغرب افريقيا، حيث ركزت بعثات العمليات الخاصة على تدريب الجيوش الافريقية لمكافحة التهديد المتنامي من الجماعات الإرهابية المتطرفة.
وتأتي خطة قائد القيادة الامريكية في افريقيا الجنرال والدهاوزر في أعقاب الكمين، الذي وقع في النيجر واسفر عن مقتل اربعة جنود امريكيين، ومقتل جندي آخر في هجوم بجنوب غرب الصومال في يونيو الماضي.
واصبحت افريقيا ساحة معركة ناشئة للولايات المتحدة، وعلى نحو متزايد في الحرب ضد الجماعات الإرهابية بما في ذلك تنظيم «داعش» وبوكو حرام وآخرون ممن يدينون بالولاء للقاعدة عبر القارة.
ولم يهاجم أي من فروع تلك الجماعات الإرهابية، الولايات المتحدة من افريقيا بشكل مباشر، لكن وزراة الدفاع الامريكية «البنتاجون» سعت منذ سنوات لتدريب القوات المحلية للتعامل مع الإرهابيين في القارة السمراء لإبعاد الولايات المتحدة عن أي تهديدات قد تختمر فيها.
وقال الجنرال المتقاعد كارتر إف هام، الذي تولى قيادة افريقيا في وقت سابق: انه وافق من حيث المبدأ على إعطاء مزيد من الاهتمام لروسيا والصين، وهذه الفكرة تأتي في قلب استراتيجية الدفاع الوطني التي كشف عنها وزير الدفاع جيمس ماتيس في يناير الماضي.
لكن هام اعرب عن قلقه من ان الوجود المتواضع ومستوى المشاركة المنخفض، سيقللان من احتمال تحقيق نتائج جيدة عبر القارة، ولا تحصل افريقيا سوى على جزء صغير من استثمارات البنتاجون، مقارنة مع ما تحصل عليه المانيا واليابان وكوريا الجنوبية على سبيل المثال.
وذكر الجنرال والدهاوزر، ان قيادة افريقيا كانت اول من طلب منها تقديم خطة لسحب القوات، كما قالت صحيفة «التايمز» في يونيو الماضي.
لكن والدهاوزر توقع ان يفعل قادة آخرون في جميع انحاء العالم الشيء نفسه في إطار الاستراتيجية الدفاعية لتحسين وضع الجيش الامريكي ضد التهديدات القادمة من روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.
وكان جيمس ماتيس قد قال في يناير الماضي: سنستمر في ملاحقة الارهابيين، لكن منافسة القوى الكبرى وليس الإرهاب، هي الآن محور التركيز الرئيس للأمن القومي للولايات المتحدة.
واوضح والدهاوزر، ان الانسحاب من افريقيا سيشمل مغادرة المئات من قوات العمليات الخاصة والدعم، سيبدأ من اماكن مثل الكاميرون، حيث يعتقد مخططو الحرب الامريكيون ان جهودهم لتدريب قوات العمليات الخاصة في هذا البلد كانت ناجحة الى حد واسع.
وقال مسؤول آخر في البنتاجون: ان القوات النيجيرية تحسنت ايضا لدرجة انها لم تعد في حاجة لمساعدتنا.
واشار المتخصص في الشؤون الافريقية بالمجلس الاطلنطي بواشنطن، بيتر فام، إلى ان العديد من قوات العمليات الخاصة الامريكية خاصة في أماكن مثل الصومال، يمكن ان تجعل المسؤولين المحليين يشعرون بالرضا والاتكال على هذه القوات، وهذا يجعلهم لا يسارعون بتشكيل قواتهم الخاصة.
ويعمل اكثر من 7300 مقاتل في قوات العمليات الخاصة بجميع انحاء العالم، والعديد منهم ينفذون حملات ضد الارهابيين في ليبيا واليمن والصومال وغيرها من المناطق الساخنة، فيما يعمل حوالي 1200 منهم في بعثات بأفريقيا.