تحدثي لنا عن بداياتكِ بعالم الغوص؟
تعلمت الغوص في عام 2008م على يد إحدى المتدربات في جدة، لا يمكن تسميتي أول غواصة سعودية، الغوص متواجد سابقًا، ولكنني أخذت الغوص إلى جهة جديدة وهي المغامرات؛ كون أغلب الغواصين والغواصات في السعودية عادة يعتمدون على اكتشاف المنطقة.
ما الذي دفعكِ لخوض هذه التجربة؟
إصراري على خوض هذه التجربة حبي لتعلم مهارات جديدة، أيضًا قلة عدد الناس الذين وصلوا إلى القطب الشمالي، أقل من 1000 على مستوى العالم وبالنسبة للعرب 4 أو 5 ولكن لم تكن فكرتي فقط الوصول ورفع العلم، كانت فكرتي عمل إنجاز يسطر بالتاريخ، نعم هنالك الكثير من العرب وصلوا إلى التزلج والطيران ولكن بالنسبة لي فضلت خلق نوع ثانٍ من التحدي ليس فقط الوصول بل الغوص أيضًا.
كيف تم اختيار فكرة الغوص بالقطب الشمالي؟
انطلقت الفكرة من مجموعة شبابية، طامعين لصنع أمر يُبرز اسم المملكة أكثر عالميًا، تفاوتت الأفكار فالبعض اقترح تنظيف الشواطئ، عمل برامج توعوية للمجتمع في المجمعات التجارية، أما أنا وخمسة أشخاص اقترحنا عمل برنامج على أحد مواقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب» نستعرض من خلاله أهمية الغوص وعلاقته بالعلوم، التي تتوقع الناس أنها غير مفيدة كالفيزياء والكيمياء، وضعنا قائمة بالأماكن التي نود الغوص فيها ومن بينها القطب الشمالي.
هل يختلف الغوص العادي عن الغوص بالجليد؟
طبعًا، يتطلب ممارسة غوص جديد مغاير عن الغوص العادي، الذي يعتمد على البدلة المبللة السميكة نوعًا ما ولكن غير قادرة على عزل المياه الباردة عن الجسم، فكان لا بُد تعلم لبس البدلة الجافة الشبيهة لبدلة رواد الفضاء، أيضًا غوص الجليد مختلف عن الغوص العادي يتطلب عمل فتحة نزول وطرق سلامة مختلفة عن الغوص الذي نعرفه.
كيف استطعتِ التوفيق بين الرحلة والجامعة؟
قررت الذهاب لرئيس القسم وإخباره بأنني سوف أنسحب من هذا الفصل للاستعداد، وقدمت عرض التخرج كاملا، ولكن قام بتحويلي إلى عميد جامعة الملك سعود للعلوم الصحية في الحرس الوطني بالرياض، وكان داعما بشكل لا يتصور ومن الناس الذين لم أنس فضلهم، والحمد لله تخرجت بمرتبة شرف وامتياز.
ما هي أول خطوة للاستعداد للتجربة؟
كانت هنالك رحلة أولية 2015م، لتقييم قدرتي على مواجهة البرد والتكيف معه وتعلم هذه المهارات، خصوصًا أنني من سكان منطقة حارة، كان يجدر بي أيضًا إجراء التحاليل والتمارين، قبل الرحلة جلست شهرين للتكيف مع درجة الحرارة وإكمال الإجراءات.
ما الصعوبات التي واجهتكِ بالرحلة؟
هنالك صعوبات واجهتني قبل الرحلة؛ كوني طالبة ماجستير مبتعثة في الرياض وأنا من سكان الغربية من مكة المكرمة بالتحديد، فكيف أكون بين منطقتين مختلفتين وأحضر لهذه الرحلة. أما بالنسبة للصعوبات التي واجهتني أثناء الرحلة، الملابس الخاصة بالرحلة وقلة الأكل تقريبًا جلسنا في القطب الشمالي خمسة أيام بالشوربة، والبسكويت، وأصابع الشوكلاته، والمكسرات، والشاي والقهوة، أيضًا انخفاض درجة الحرارة فمثلًا -20 وتواجد رياح شديدة تنقص من درجة الحرارة فتصبح -40.
كيف تعاملتي مع بيئة القطب الشمالي؟
تعلمنا مهارات جديدة مثلًا كيفية بناء الخيمة، تقطيع الجليد، والمهارات المخصصة للرحلة، بالنسبة للخيام، وبالنسبة للنوم كُنا 4 أشخاص، اثنان ينامان واثنان يجلسان بالخيمة المخصصة للمعدات لتسخين الماء لضرورة وجود الماء الحار وعملية تسخين الماء تستغرق من ساعتين إلى 3 ساعات للتر الواحد كانت عملية شاقة.
ما هي الإجراءات إذا وقعت حالة طارئة؟
هنالك جهاز اتصال ستالايت يحدد الإحداثيات، طبعًا كان كل شيء يتجمد حتى بطارية الجهاز ولا بُد من تذويب الثلج وتعتبر من أخطر الأشياء في الرحلة.
خلال الرحلة هل هنالك داعم لكِ؟
دعم شخصي، وأيضًا لا أملك قناة على اليوتيوب اعتمدت ترويج اللقاءات في القنوات التي استضافتني؛ لعدم وجود داعم، والآن أبحث عن داعمين.
ما هي مخططاتكِ المستقبلية؟
الغوص في القطب الجنوبي كأول عربي يغوص في القطبين.